مؤشرات قوية من مدينة السلام.. هل تضع حرب غزة أوزارها بقيادة مصر؟
بالتزامن مع الذكرى الثانية لعملية طوفان الأقصى التي انطلقت 7 أكتوبر 2023، تشهد مدينة “السلام” شرم الشيخ مفاوضات غير مسبوقة لوقف الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، انطلقت يوم الاثنين 7 أكتوبر 2025 ولا تزال مستمرة حتى اليوم، وسط أجواء إيجابية، ومؤشرات قوية تدفع نحو إنهاء الحرب، ووقف العدوان ونزيف الدماء الفلسطيني.
عامان من الحرب والعدوان والإبادة الجماعية ومخططات التهجير والنزوح قد تضع نهايتها بتطورات درماتيكية، تشهدها مدينة السلام، في مفاوضات وقف الحرب، التي تنخرط فيها عدة دول بقيادة مصرية، ومشاركة قطرية أمريكية تركية، إلى جانب وفدي حماس وإسرائيل.
آخر تطورات مفاوضات شرم الشيخ
وانطلقت صباح اليوم الأربعاء، جولة جديدة من مفاوضات وقف حرب غزة التي تستمر لليوم الثالث على التوالي، حيث تعقد الجلسة العامة الموسعة للمفاوضات، وتجري اجتماعات ثنائية ومتعددة الأطراف، بعد اكتمال حلقة الأطراف المشاركة، حيث وصل المبعوث الأمريكي للشرق الأوسط ستيف ويتكوف، وصهر ترامب جاريد كوشنر إلى شرم الشيخ، بجانب رئيس الوفد الإسرائيلي رون ديرمر، ورئيس المخابرات التركية إبراهيم قالين، ورئيس الوزراء القطري محمد بن عبد الرحمن، حيث ينخرطون في العمل مع القيادة المصرية لعملية التفاوض.
وشملت جلسات اليوم لقاءات جمعت بين الوفد التركي ووفد حركة حماس برئاسة خليل الحية، وكذلك لقاءات جمعت بين المبعوث الأميركي والوسيط المصري، وناقشت الجلسات التمهيدية عددًا من النقاط الجوهرية التي يجري الآن تناولها بشكل موسع، وفي مقدمتها ملف تبادل الأسرى والمحتجزين، ووقف إطلاق النار، وترتيبات مستقبلية داخل قطاع غزة.
وسلمت حركة حماس للوسطاء قائمة بالأسماء الفلسطينية التي تطالب الحركة بالإفراج عنها ضمن صفقة التبادل والتي تضم قيادات فلسطينية بارزة تُعرف بـ السبعة الكبار وهم: مروان البرغوثي، عبد الله البرغوثي، إبراهيم حامد، أحمد سعدات، حسن سلامة، عباس السيد، نائل البرغوثي، حيث من المنتظر التفاوض على هذه الأسماء.
كما طالبت حركة حماس بانضمام وفود من حركة الجهاد الإسلامي والجبهة الشعبية لتحرير فلسطين للانضمام إلى فرق التفاوض، وهو ما حظي بترحيب من الوسطاء، ومن المنتظر أن تنضم الوفود إلى فرق التفاوض خلال الساعات المقبلة.

مؤشرات قوية من مدينة السلام لإنهاء حرب غزة
كشفت مصادر مطلعة لـ القاهرة الإخبارية، صباح اليوم، أن الأجواء داخل المباحثات التي تجري في شرم الشيخ إيجابية للغاية، وهناك تقدم ملحوظ في بعض الملفات، وعلى رأسها ملف الإفراج عن المحتجزين الإسرائيليين الأحياء والجثامين، حيث أبدت حركة حماس استعدادها لتسليم جميع المحتجزين الإسرائيليين حال تم الاتفاق على بقية البنود.
وتحدث الرئيس عبد الفتاح السيسي، رئيس الجمهورية، صباح اليوم، عن آخر تطورات مفاوضات شرم الشيخ لوقف الحرب في غزة، مؤكدًا أن الأجواء إيجابية ومشجعة على وقف الحرب.
وقال السيسي: هناك مفاوضات لإنهاء الحرب، وأنا أسأل الله أن نكون جميعا دعمنا لهذه المفاوضات، وأسجل إعجابي الشديد بالرئيس ترامب لإنهاء الحرب وهذه مسؤولية وأنا حريص لما يكون في جهد مبذول ندعمه.. أطمئنكم الرسائل التي وصلتني من مفاوضات شرم الشيخ لوقف حرب غزة مشجعة ومبشرة.
كما دعا الرئيس السيسي نظيره الأمريكي دونالد ترامب للحضور إلى مصر للمشاركة في توقيع اتفاق وقف الحرب إذا تم التوصل إليه في شرم الشيخ، معقبًا: أتوجه برسالة إلى الرئيس ترامب.. فخامة الرئيس استمر في دعمك وارادتك من أجل انهاء الحرب وأقدر كل ما تبذله وسيكون رائع إذا تم التوصل لوقف الحرب، وأدعوه حال التوصل إلى اتفاق وقف الحرب أن يحضر توقيعه في مصر.

وفي ذات السياق، قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، إن مفاوضات وقف الحرب في قطاع غزة الجارية بمدينة شرم الشيخ في مصر شديدة الأهمية وحيوية ونأمل أن نتلقى أنباء سارة.
وفي ظل التطورات الحالية، تستعد إسرائيل والبيت الأبيض لاحتمال زيارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى إسرائيل، لحضور حفل توقيع صفقة إنهاء الحرب في قطاع غزة والإفراج عن المحتجزين.
وحسب صحيفة يديعوت أحرونوت العبرية، فإن إسرائيل تُجري استعدادات أولية لاحتمال زيارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لإسرائيل حال توقيع اتفاق لإطلاق سراح المحتجزين.
وكان البيت الأبيض يُحضّر لاحتمال زيارة ترامب لإسرائيل بالتزامن مع زيارته لبريطانيا منتصف الشهر الماضي، شريطة التوصل إلى اتفاق، لكن ذلك لم يتحقق، وم إلغاء الزيارة.
وتزامنًا مع حالة الزخم المصاحبة لمفاوضات شرم الشيخ، قالت مصادر دبلوماسية اليوم الأربعاء، إنه من المتوقع عقد اجتماع وزاري غدًا الخميس في باريس بين أطراف أوروبية وعربية وأمريكية ودول أخرى لمناقشة خطط الوضع بعد انتهاء الحرب في غزة.
ويعقد الاجتماع بالتوازي مع مفاوضات بين إسرائيل وحركة حماس والوسطاء في شرم الشيخ، وتهدف إلى مناقشة كيفية تطبيق خطة اقترحها الرئيس الأميركي دونالد ترامب لإنهاء الحرب وتقييم الالتزامات الجماعية من البلدان المعنية.


