تقارير: مشاركة جاريد كوشنر في مفاوضات شرم الشيخ تؤكد جدية واشنطن بإنهاء حرب غزة
عاد جاريد كوشنر، صهر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، إلى الساحة الجيوسياسية بعد وصوله إلى مصر برفقة المبعوث الخاص للبيت الأبيض ستيف ويتكوف يوم الأربعاء، في محاولة للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في غزة.
مباحثات وقف إطلاق النار
وبحسب شبكة فوكس نيوز، يمثل وجود كوشنر، الذي ظل بعيدًا عن البيت الأبيض خلال الولاية الثانية لترامب ولا يشغل أي منصب رسمي بعد أن عمل سابقًا مستشارًا كبيرًا له، إشارة إلى أن الإدارة الأمريكية جادة في سعيها للتوصل إلى اتفاق بين حماس وإسرائيل يضع حدًا للحرب المستمرة منذ عامين ويؤدي إلى إطلاق سراح جميع الرهائن البالغ عددهم 48.
ونقل موقع فوكس نيوز عن مسؤول في البيت الأبيض قوله إن كوشنر، الذي يعد من أبرز مهندسي اتفاقات أبراهام، يُعتبر صوتًا يحظى بثقة كبيرة في ملفات الشرق الأوسط، وقد ظل على تواصل مستمر مع ويتكوف طوال مفاوضات إسرائيل وحماس خلال العام الماضي.
وأكد المسؤول أن البيت الأبيض يقدّر خبرته في هذا الملف بينما تسعى الإدارة إلى التوصل إلى اتفاق هذا الأسبوع، مشيرًا إلى أن التفاؤل يسود بحذر إزاء إمكانية إنجاز الصفقة.
وبحسب تقارير أمريكية، بدأ المسؤولان الأمريكيان مشاوراتهما في منتجع شرم الشيخ على ساحل البحر الأحمر، حيث تعقد منذ الاثنين مفاوضات غير مباشرة بين وفدين من إسرائيل وحماس، بمشاركة دول وسيطة من بينها قطر، وأوضحت التقارير أن كوشنر وويتكوف يعتزمان البقاء في مصر إلى حين التوصل إلى اتفاق نهائي.
وتأتي هذه التحركات بعد إعلان ترامب أواخر الشهر الماضي عن خطة سلام من 20 بندًا تهدف إلى إنهاء الحرب وضمان إطلاق سراح الرهائن خلال 72 ساعة من توقيع الاتفاق.
وكان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وافق على بنود الخطة، قبل أن يبدأ ترامب في الضغط على حركة حماس للرد عليها، وتشير التقارير إلى أن الحركة وافقت على معظم البنود، لكنها اعترضت على بعض النقاط، من بينها مسألة إعادة جثامين بعض الرهائن القتلى، مؤكدة أن بعضهم لا يمكن استرجاعه سريعًا لدفنه تحت الأنقاض، فضلًا عن رفضها الكامل لمطلب نزع سلاحها بشكل تام، ومخاوفها من أن تواصل إسرائيل عملياتها العسكرية في غزة بعد إطلاق سراح الرهائن.
ويرى خبراء أمنيون أن ترامب، الذي دعم طوال الشهور الماضية النهج العسكري الإسرائيلي في القطاع، يتمتع الآن بموقع فريد يمكنه من الضغط على نتنياهو ودفع الجانبين نحو طاولة المفاوضات.
ويواجه نتنياهو ضغوطًا سياسية وشعبية كبيرة داخل إسرائيل بسبب استمرار احتجاز الرهائن، فضلًا عن انقسامات داخل ائتلافه الحاكم الذي يعتبر التفاوض مع حماس تراجعًا عن أهدافه الأمنية المعلنة.
وبحسب محللين تحدثوا لـ فوكس نيوز، فإن مستقبل نتنياهو السياسي بات مرتبطًا بقدرته على الحفاظ على دعم الولايات المتحدة، إذ سيكون رفضه الكامل لخطة ترامب بمثابة مواجهة مباشرة مع واشنطن، وهو ما قد يشكل كارثة له ولإسرائيل على حد سواء.





