الفضة تتجاوز حاجز 50 دولارًا للأونصة وتسجل أعلى مستوى لها منذ عقود
قفزت أسعار الفضة الفورية إلى مستويات غير مسبوقة منذ الثمانينيات، متجاوزة حاجز الـ50 دولارًا للأونصة، مدفوعة بزيادة ملحوظة في الطلب على الأصول الآمنة وتفاقم أزمة الإمدادات في سوق السبائك بلندن.
الفضة تتجاوز حاجز 50 دولارًا للأونصة وتسجل أعلى مستوى لها منذ عقود
و حسب بلومبرج، سجّل المعدن الأبيض ارتفاعًا بنسبة 48% ليصل إلى 51.235 دولارًا للأونصة يوم الخميس، وهو أعلى مستوى منذ عدة عقود وتواصل الفضة أداءها القوي، بعدما ارتفعت بأكثر من 70% منذ بداية العام الجاري، متفوقة على الذهب في وتيرة الصعود، وسط تزايد الإقبال على الملاذات الآمنة بفعل تنامي المخاوف من المخاطر المالية في الولايات المتحدة، والارتفاع الكبير في أسعار الأسهم، بالإضافة إلى تهديدات تمس استقلالية الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي.
في ذات الوقت، أدى نقص الإمدادات في سوق لندن الرئيسية إلى مزيد من الضغط على الأسعار، ما ساهم في رفع تكلفة اقتراض الفضة بشكل حاد.
وعلى الرغم من هذه القفزة، لا تزال العقود الآجلة للفضة في بورصة "كومكس" بنيويورك تتداول دون ذروتها التاريخية البالغة 50.35 دولارًا، والتي سُجلت في يناير 1980.
"صفقة تآكل القيمة" تعود إلى الواجهة
استفادت الفضة من ما يُعرف بـ"صفقة تآكل القيمة" (Debasement Trade)، حيث اتجه المستثمرون نحو الذهب، والفضة، وحتى العملات الرقمية مثل "بتكوين"، في ظل تصاعد القلق من التضخم والعجز المالي وقد أدى ذلك إلى تسجيل هذه الأصول لمستويات قياسية، باعتبارها ملاذًا آمنًا أمام تراجع قيمة العملات الكبرى.
ويتميّز المعدن الأبيض باستخدامه المزدوج؛ فهو يُعد أصلًا استثماريًا إلى جانب دوره الصناعي الواسع، خاصة في مجالات الطاقة المتجددة مثل الألواح الشمسية وتوربينات الرياح، والتي تمثل مجتمعة أكثر من نصف الطلب العالمي على الفضة ومن المتوقع أن يتجاوز الطلب العرض العالمي للعام الخامس على التوالي في عام 2025.
سوق لندن تشهد استنزافًا حادًا في أرصدة الفضة
تشهد سوق الفضة في لندن توترًا غير مسبوق تقريبًا، انعكس في ارتفاع كبير بتكاليف الاقتراض كما أسهمت المخاوف من احتمال فرض الولايات المتحدة رسومًا جمركية على واردات الفضة في تسريع وتيرة شحن المعدن إلى الأسواق الأميركية، ما أدى إلى استنزاف المخزونات في لندن وانخفاض الكميات المتاحة للإقراض.
وفي تطور نادر، أصبحت العقود الآجلة للفضة في نيويورك تُتداول بسعر أدنى من السعر المرجعي في لندن، على عكس النمط المعتاد الذي عادةً ما يمنح نيويورك علاوة سعرية.
وعادة ما يتحرك سعر الفضة بالتوازي مع الذهب، نظرًا لارتباطهما العكسي بالدولار وأسعار الفائدة إلا أن الفضة تمتاز بتقلبات سعرية أكثر حدة، وتستقطب قاعدة كبيرة من المستثمرين الأفراد الذين يعتقدون أن الأسعار تتعرض لضغوط من مؤسسات مالية كبرى، وهو ما غذّى موجات صعود قوية خلال عامي 2011 و2020.
