مدغشقر وبنين والرأس الأخضر.. منتخبات مغمورة قد نشاهدها في كأس العالم لأول مرة
مع اقتراب ختام التصفيات الإفريقية المؤهلة إلى كأس العالم 2026، بدأت ملامح المفاجآت تلوح في الأفق، إذ تشهد القارة السمراء بروز عدد من المنتخبات المغمورة التي قد تكتب التاريخ بالتأهل لأول مرة إلى المونديال، في ظل النظام الجديد الذي يمنح إفريقيا 9 بطاقات مباشرة للمشاركة في البطولة التي ستُقام في الولايات المتحدة وكندا والمكسيك.
منتخبات مغمورة قد نشاهدها في كأس العالم لأول مرة
من بين أبرز المنتخبات التي خطفت الأنظار يأتي منتخب بنين، الذي يعيش فترة ذهبية بقيادة فنية محلية استطاعت تحقيق نتائج مميزة أمام منتخبات كبرى مثل جنوب إفريقيا ونيجيريا.
بنين اعتمدت على جيل جديد من اللاعبين الذين ينشطون في الدوريات الفرنسية والبلجيكية، ونجحت في فرض أسلوب لعب منظم ومتوازن جعلها ضمن المنافسين الجادين على الصدارة.
ويتصدر منتخب بنين مجموعته على جنوب إفريقيا ونيجيريا، ويحتاج للفوز في الجولة الأخيرة على نيجيريا من أجل حسم التأهل التاريخي الأول له إلى كأس العالم 2026، أو التعادل بشرط تعثر جنوب إفريقيا أمام رواندا.
ولا يمكن إغفال ما يقدمه منتخب الرأس الأخضر، الذي يعتمد على مجموعة من اللاعبين المقاتلين، حيث أن أداء كاب فيردي المتطور دفاعيًا وهجوميًا جعله خصمًا صعبًا حتى أمام المنتخبات التقليدية الكبرى مثل الكاميرون على سبيل المثال.
ويحتل منتخب الرأس الأخضر المركز الأول في مجموعته على حساب منتخب الكاميرون ويحتاج للفوز في الجولة الأخيرة على إسواتيني من أجل حسم التأهل التاريخي الأول له إلى كأس العالم 2026، أو التعادل بشرط تعثر الكاميرون أمام أنجولا.
أما منتخب مدغشقر، فقد أصبح أحد أبرز القصص الملهمة في الكرة الإفريقية، بعد أن واصل الأداء المذهل الذي يقدمه خلال السنوات الأخيرة بفضل الانسجام بين لاعبيه والروح الجماعية العالية، حقق المنتخب نتائج لافتة في مجموعته، ما جعله قريبًا من مواصلة حلمه التاريخي نحو المونديال حتى ولو عن طريق الملحق.
ويحتل منتخب مدغشقر المركز الثاني في مجموعته وبات قريبًا من الوصول إلى الملحق الفيصل الذي سيتأهل فيه منتخب واحد فقط عن القارة إلى الملحق العالمي، حيث يتعين عليها الفوز على مالي في الجولة الأخيرة على أمل الوصول للملحق الإفريقي، وإلا أي تعثر قد يحرمه من التأهل

كما أن الجابون والكونغو الديمقراطية دخلتا دائرة المنافسة الجادة، بعد سنوات من الغياب عن الواجهة، فالجابون طوّرت مشروعها الفني بدعم حكومي كبير واستقدام مدربين أوروبيين، بينما استفادت الكونغو الديمقراطية من لاعبيها المحترفين في البرتغال وفرنسا لبناء فريق قادر على مقارعة الكبار.

ومع اتساع عدد المقاعد الإفريقية، يبدو أن مونديال 2026 قد يشهد وجوهًا جديدة من القارة السمراء، تُعيد رسم خريطة كرة القدم الإفريقية، وتؤكد أن زمن الاحتكار من المنتخبات الكبرى مثل نيجيريا وغانا والكاميرون لم يعد مضمونًا كما في السابق.
فهل سنرى بنين أو الرأس الأخضر أو مدغشقر على أرض المونديال للمرة الأولى؟ الإجابة ستحملها الجولة العاشرة والأخيرة من التصفيات الإفريقية المؤهلة إلى كأس العالم 2026، وبالتأكيد ستكون قصة تُكتب بحروف من ذهب في تاريخ كرة القدم الإفريقية.




