ما أسباب ارتفاع الأسعار رغم انخفاض الدولار؟.. خبير اقتصادي يوضح
تساءل الإعلامي عمرو أديب خلال حوار مع الخبير الاقتصادي الدكتور محمد فؤاد عن أسباب استمرار ارتفاع الأسعار في الأسواق المصرية، رغم تراجع سعر الدولار إلى نحو 47.5 جنيه، مشيرًا إلى أن المواطنين لا يشعرون بانعكاس هذا الانخفاض على أسعار السلع والخدمات.
أسباب استمرار ارتفاع الأسعار في الأسواق
وأوضح الدكتور محمد فؤاد عبر برنامج الحكاية، أن ما يحدث يرتبط بظاهرة تعرف بـ جمود الأسعار تجاه الانخفاض، موضحًا أن الأسواق تستجيب سريعًا لارتفاع التكاليف ولكنها لا تخفض الأسعار بنفس السرعة عند تراجعها، بسبب عدة عوامل، أبرزها رغبة التجار في الحفاظ على هوامش الربح، وضعف الثقة في استقرار سعر الصرف، ومتوسط تكلفة المخزون الذي يتم تسعيره على فترات سابقة بأسعار أعلى.
وأضاف أن دورة المخزون تستغرق في بعض القطاعات من 3 إلى 8 أشهر، وهو ما يؤخر ظهور أثر انخفاض الدولار على الأسعار، مشيرًا إلى أن الانخفاض الطفيف في أسعار بعض السلع مثل الدواجن والبيض والسيارات بدأ يظهر مؤخرًا نتيجة ضغوط العرض والطلب.
وأكد فؤاد أن استمرار ارتفاع أسعار الطاقة والوقود يمثل تحديًا إضافيًا، نظرًا لأن مصر أصبحت أكثر انكشافًا على الأسعار العالمية بسبب تراجع إنتاجها المحلي من البترول الخام، ما يجعل تكلفة الطاقة بالدولار مرتفعة رغم تراجع سعر الصرف المحلي.
وفي سياق متصل، أشار الخبير الاقتصادي إلى أن الاحتياطي النقدي الأجنبي سجل مستوى قياسيًا بلغ 49.5 مليار دولار، وهو أعلى رقم في تاريخ مصر، مدفوعًا بزيادة تحويلات المصريين في الخارج، وارتفاع أعداد السياحة إلى نحو 17 مليون سائح سنويًا، وتزايد الاستثمارات الأجنبية في أدوات الدين.
واختتم حديثه بالتأكيد على أن انعكاس الإصلاحات الاقتصادية على الأسعار المحلية يحتاج إلى وقت حتى يكتسب السوق الثقة في استقرار الأوضاع النقدية، مشددًا على أهمية استمرار الرقابة وتفعيل المنافسة لضمان سرعة تمرير الانخفاض إلى المستهلك.




