الجمعة 05 ديسمبر 2025
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس التحرير
محمود المملوك
أخبار
حوادث
رياضة
فن
سياسة
اقتصاد
محافظات
محافظات

القاهرة 24 ينفرد بأول حوار صحفي مع خالد العناني بعد فوزه بمنصب مدير عام اليونسكو

الدكتور خالد العناني
اقتصاد
الدكتور خالد العناني مدير عام منظمة اليونسكو
الأحد 12/أكتوبر/2025 - 02:05 م

كشف الدكتور خالد العناني مدير عام منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة -اليونسكو، عن دور المنظمة في مواجهة ظاهرة سرقة وتهريب الآثار، وأيضًا دورها في ظل ما يشهده العالم من نزاعات تهدد التراث الإنساني والثقافي.

القاهرة 24 ينفرد بأول حوار صحفي مع خالد العناني بعد فوزه بمنصب مدير عام اليونسكو

وأوضح الدكتور خالد العناني، في حوار خاص مع القاهرة 24، أبرز الملفات التي تشغلها منظمة الأمم المتحدة اليونسكو، وكذلك أدواره داخل المنظمة بعد فوزه بانتخاب ساحق على مرشح جنوب إفريقيا بـ55 صوتًا من أصل 57 في الانتخابات التي أجريت منذ أيام.

وإلى نص الحوار..

1- كيف يمكن مواجهة ظاهرة سرقة وتهريب الآثار؟

التهريب الثقافي هو الوجه الخفي لتجارة غير مشروعة تموّل في بعض الأحيان النزاعات ذاتها، ونضاعف الجهود لتقوية التعاون مع الإنتربول، ومع الموانئ والمعابر الدولية، ونطور قاعدة بيانات رقمية موحدة للقطع الأثرية المسروقة، ولكن الأهم هو العمل على الوعي العام، وأن يفهم المواطن أن الآثار ليست مجرد مقتنيات، بل شواهد على وجودنا في هذا العالم، واليونسكو ستواصل الضغط على الأسواق الكبرى لتطبيق اتفاقيات مكافحة الاتجار غير المشروع، وسنعمل على إعادة كل قطعة مسروقة إلى أصحابها الشرعيين، وفقًا لما تنص عليه اتفاقية 1970. 

2- كيف ترى دور اليونسكو في ظل ما يشهده العالم من نزاعات تهدد التراث الإنساني والثقافي؟

اليونسكو هي الضمير الثقافي للعالم، وحين يشتعل النزاع في أي مكان، تكون أول من يحاول إنقاذ الذاكرة قبل الحجر. التراث ليس ملكًا لشعبٍ أو دولة، بل هو ذاكرة الإنسانية جمعاء.

دورنا اليوم هو أن نتحرك بسرعة أكبر وبصوت أعلى. يجب أن نُعيد التأكيد أن حماية التراث ليست مسألة ترف ثقافي، بل ضرورة للحفاظ على هوية الشعوب وكرامتها.

سنعمل مع الشركاء الدوليين على آليات استجابة عاجلة في أوقات الأزمات، ونطور برامج تدريب محلية لحماية التراث من التدمير أو التهريب، لأن الدفاع عن الثقافة هو دفاع عن السلام نفسه.

3- ما هي خطتكم لتعزيز التعليم والثقافة والبحث العلمي في الدول النامية؟

القضية بالنسبة لي ليست في نقل المعرفة فقط، بل في تمكين الإنسان من أن يصنعها، ونعمل على إطلاق مبادرات جديدة تربط بين التعليم والابتكار، وندعم الشراكات بين الجامعات ومراكز البحث في الشمال والجنوب، مع التركيز على بناء القدرات المحلية.

أما في الثقافة، فسنمنح الأولوية للمشروعات التي تحترم الخصوصيات الوطنية وتحتفي بالتنوع، لأن تنمية الثقافة ليست مجرد حفظ للتراث، بل هي أيضًا استثمار في الخيال، وأعمل على جعل اليونسكو مظلة حقيقية تُعيد الأمل في أن التعليم والثقافة هما أساس التنمية وليس نتيجتها فقط.

4- كيف تخططون لحماية المواقع التراثية في مناطق النزاع؟

أولًا، بالوقاية: علينا أن نتحرك قبل أن تقع الكارثة، من خلال خرائط رقمية محدثة، وتدريب فرق محلية قادرة على توثيق المواقع وتأمينها.

وثانيًا، بالتعاون الدولي: فحماية التراث مسؤولية مشتركة، لا يمكن لدولة أن تقوم بها وحدها.

وثالثًا، بالعمل على مستوى الوعي العالمي: يجب أن يدرك الجميع أن تدمير موقع أثري هو جريمة ضد الإنسانية.

سنُفعّل آليات الدرع الأزرق ونبني صندوقًا للطوارئ يمكّن اليونسكو من التدخل فورًا لحماية التراث في مناطق النزاع.

5- كيف يمكن لليونسكو أن توازن بين التكنولوجيا والإنسانية في التعليم بوجود الذكاء الاصطناعي؟

الذكاء الاصطناعي أداة عظيمة، لكنه ليس بديلًا عن العقل الإنساني. التحدي اليوم هو أن نستخدمه دون أن نفقد إنسانيتنا، وسنعمل على وضع معايير عالمية لأخلاقيات الذكاء الاصطناعي في التعليم، تضمن الشفافية والعدالة وحماية الخصوصية، وسندعم تطوير مناهج جديدة تُعلّم الطلاب التفكير النقدي لا الحفظ، والإبداع لا التكرار.

وما نريده هو تعليم يحرر الإنسان، لا أن يُحوّله إلى امتداد لخوارزمية. التكنولوجيا يجب أن تكون في خدمة القيم الإنسانية، لا العكس.

6- كيف يمكن لمصر والدول العربية أن تستفيد من وجود شخصية عربية على رأس اليونسكو؟

أعتبر هذا المنصب مسؤولية قبل أن يكون فخرًا. وجود شخصية عربية في موقع القرار يمنح منطقتنا صوتًا أقوى داخل الحوار العالمي حول الثقافة والتعليم، وسأسعى لأن تكون الدول العربية شريكًا فاعلًا في مبادرات المنظمة، وأن نحرك طاقات الشباب والمجتمعات المدنية في المنطقة لخدمة القيم التي تؤمن بها اليونسكو.

كما سأعمل على أن تُستثمر خبرات مصر والعالم العربي في مشروعات مشتركة تُبرز دور حضارتنا في بناء الإنسانية الحديثة، إنه وقت لكي نستعيد إسهامنا الحضاري لا بالكلمات فقط، بل بالفعل والمبادرة، ولنجعل العالم يرى في منطقتنا منبع فكر لا مصدر أزمة.

تابع مواقعنا