من التشخيص إلى العلاج.. كيف يحدث الذكاء الاصطناعي تحولًا في رعاية مرضى السرطان لإنقاذ الأرواح؟
أصبح الذكاء الاصطناعي جزءا لا يتجزأ من مجالات حياتية متعددة، ويبدو الآن أن مسيرة الذكاء الاصطناعي لا يمكن إيقافها في كل جزء من الحياة، وفي الشهر الماضي فقط، أعلنت هيئة الخدمات الصحية الوطنية أن أدوات الذكاء الاصطناعي الرائدة سوف تستخدم على نطاق غير مسبوق لمساعدة ملايين المرضى على تلقي رعاية أسرع وأكثر ذكاءً، ويتضمن ذلك تحديد العلامات المحتملة لسرطان الثدي في تجربة شملت 700 ألف امرأة، لكن الإمكانات لا تتوقف عند هذا الحد.
وبحسب ما نشر في صحيفة ذا صن البريطانية، في أغسطس الماضي، اكتشف العلماء أن الذكاء الاصطناعي قد يتمكن قريبًا من اكتشاف سرطان الحلق من خلال صوت المرضى، وفي الأسبوع الماضي، كشف العلماء عن أن لقاحًا مصممًا باستخدام الذكاء الاصطناعي ضد سرطان الجلد أصبح أقرب خطوة إلى الواقع، من الأدوية الجديدة إلى الأطباء الروبوتيين، هكذا تعمل تطبيقات الذكاء الاصطناعي على تغيير عالم السرطان.
دور الذكاء الإصطناعي في الكشف عن السرطان
تعد الوقاية والكشف المبكر هما أقوى الأسلحة ضد السرطان، وتقوم مختبرات الأبحاث بتحليل كميات هائلة من البيانات يوميًا، بحثًا عن أنماط في الشفرات الجينية وتجمع معلومات تمتد لعقود من الزمن، وقد يكون هذا الأمر شاقًا، لذا فإن الذكاء الاصطناعي يشكل تغييرًا جذريًا؛ فهو المادة الأساسية لأجهزة الكمبيوتر العملاقة، وإن فهم كيفية بدء السرطان وكيفية القضاء على الأورام يمكن أن يساعد في علاج الطفرات ومنعها في المستقبل.
وقالت البروفيسورة نوريا لوبيز بيجاس، من معهد أبحاث الطب الحيوي في إسبانيا، قبل الذكاء الاصطناعي، كنا ننظر إلى ورم المريض ونخمن الطفرات التي يجب تجربتها ونرى ما يحدث، لكن الأمر كان بطيئًا، وفي بعض الأحيان تحدث آلاف الطفرات، معظمها لا تسبب السرطان، وبفضل الذكاء الاصطناعي، يمكننا تحليل آلاف الأورام لدى الأشخاص في جميع أنحاء العالم وتحديد الأنماط التي تشير إلى الطفرات التي تشكل العوامل المحركة.
كيف يقلل الذكاء الاصطناعي العبء على الأطباء؟
وتبنت هيئة الخدمات الصحية الوطنية بالفعل إمكانات الذكاء الاصطناعي في تسريع تشخيص السرطان، حيث يمكنه رؤية بكسلات أصغر بكثير من شعرة الإنسان، مما يكشف عن المخاوف في عمليات المسح أو نتائج الاختبارات التي قد تكون غير مرئية للعين المجردة أو يغفل عنها الأطباء المشغولون.
وشجعت هيئة الرقابة على الخدمات الصحية الوطنية NHS، والمعهد الوطني للتميز في الرعاية الصحية، المستشفيات هذا العام على استخدام الذكاء الاصطناعي للتحقق من الشامات، حيث يقوم نظام الكشف، المسمى DERM، بمقارنة الصور الملتقطة بهاتف ذكي بقاعدة بيانات ضخمة من الصور المماثلة لمساعدة الأطباء في تحديد ما إذا كانت الشامات سرطانية أم لا، وفي الوقت نفسه، تقوم المستشفيات أيضًا باختبار كيفية مساعدة التعلم الآلي في اكتشاف سرطان الرئة والثدي والبروستات في وقت مبكر، والفائدة هي أن تشخيص المرض يتعلق بمقارنة البيانات القديمة التي توضح شكل السرطان، مع البيانات الجديدة من المريض الحالي، ويمكن للذكاء الاصطناعي التحقق من المعلومات الجديدة مقابل ملايين النتائج السابقة في ثوانٍ.
تسهيل تحديد نوع العلاج
ولم تتمكن أجهزة الكمبيوتر بعد من إجراء علاجات للسرطان، لكن الأطباء يقولون إنها ستساعدهم على اتخاذ قرارات أسرع وأكثر استنارة من حيث الدقة والتخصيص والتصميم الذي يركز على علاج أنواع السرطان الفردية للمرضى على أساس أجسامهم وجيناتهم، وهذا أمر رائع لتقليل الآثار الجانبية وتعزيز فرص الشفاء.
