بعد استشهاده.. من هو الصحفي الفلسطيني صالح الجعفراوي؟
استشهد الصحفي الفلسطيني صالح الجعفراوي مساء اليوم الأحد، متأثرًا بإصابته بسبع رصاصات خلال تغطيته الميدانية في حي الصبرة بمدينة غزة، خلال اشتباكات اندلعت بين المقاومة الفلسطينية ومجموعات مسلحة تابعة للاحتلال.
وفاة الصحفي صالح الجعفراوي
وفاة الصحفي صالح الجعفراوي شكّلت صدمة كبيرة في الأوساط الإعلامية الفلسطينية والعربية، خاصة أنه كان من أبرز الأصوات التي نقلت معاناة أهالي القطاع للعالم منذ اندلاع الحرب في السابع من أكتوبر الماضي.

الزميل الصحفي عبدالله العطار، وهو من المقربين منه، أعلن في وقت سابق انقطاع الاتصال بالجعفراوي لساعات أثناء تغطيته الميدانية، داعيًا الجميع إلى الدعاء له، قبل أن يُعلن لاحقًا نبأ استشهاده في المستشفى المعمداني متأثرًا بجراحه.
من هو الصحفي صالح الجعفراوي بعد استشهاده؟
الجعفراوي، البالغ من العمر 25 عامًا فقط، لم يكن معروفًا قبل الحرب، لكنه تحوّل في غضون أشهر قليلة إلى أحد أهم الوجوه الصحفية في غزة، بفضل شجاعته ومهنيته في توثيق الحقيقة، وصالج الجعفراوي، كان من المقربين للراحل أنس الشريف.
وعُرف بأسلوبه الإنساني في التصوير والنقل، إذ كان يتنقّل بين المستشفيات والملاجئ والخيام والشوارع المدمّرة، موثّقًا يوميات الحرب عبر هاتفه وعدسته، وناقلًا قصص الأهالي ومعاناتهم بلغة مؤثرة لامست قلوب الملايين.
وجمعت حساباته على مواقع التواصل الاجتماعي ملايين المتابعين، وحققت المواد التي نشرها انتشارًا واسعًا، حتى أصبحت مصدرًا أساسيًا لمعرفة ما يجري في غزة لحظة بلحظة.
إلا أن هذا الانتشار الواسع لم يرق للاحتلال، إذ حاولت جهات إسرائيلية التشكيك في مصداقيته واتهامه بفبركة المحتوى، لكنّه واصل عمله بثبات وإصرار، مؤكدًا أن الحقيقة لا تُخاف.
وبرحيله، يُضاف اسم صالح الجعفراوي إلى قائمة طويلة من الصحفيين الفلسطينيين الذين دفعوا حياتهم ثمنًا للكلمة الحرة، مؤكدين أن الصحافة في فلسطين ليست مهنة فحسب، بل رسالة نضال وصمود في وجه آلة الحرب والظلم.


