خبير: الربط الكهربائي بين مصر والسودان يصل مراحله النهائية بطول 170 كيلومترا
في إطار خطة الدولة المصرية للتحول إلى مركز إقليمي لتبادل الطاقة، تواصل وزارة الكهرباء والطاقة المتجددة تنفيذ مشروعات الربط الكهربائي مع دول الجوار، وعلى رأسها السودان، لتعزيز التكامل الإقليمي وتبادل الطاقة الكهربائية.
مصر تُسرّع خطوات الربط الكهربائي مع السودان.. والانتهاء من المشروع بنهاية 2025
وأوضح الدكتور أحمد الشناوي، خبير الطاقة الكهربائية، أن مشروع الربط الكهربائي بين مصر والسودان بدأ في عام 2020 بقدرة أولية بلغت 80 ميجاوات، على جهد 220 ك.ف، ويبلغ طول خط الربط نحو 170 كيلومترًا، منها 100 كيلومتر داخل الأراضي المصرية و70 كيلومترًا داخل الأراضي السودانية.
وأشار الشناوي خلال تصريحات لـ القاهرة 24، إلى أن الخطة المستقبلية تستهدف رفع القدرة المنقولة عبر الخط إلى 300 ميجاوات خلال المرحلة القريبة، على أن تصل إلى 1000 ميجاوات في المدى البعيد، بما يسمح لاحقًا بالربط مع مزيد من دول القارة الإفريقية.
محطات المحولات وتعزيز الشبكة
وفي أبريل 2022، وصلت معوضات القدرة غير الفعالة إلى الأراضي السودانية، تمهيدًا لتركيبها في محطتي محولات دنقلا ومروي بهدف تحسين أداء الشبكة ورفع كفاءة نقل الكهرباء وتقليل الفقد، ضمن خطة زيادة قدرة الخط إلى 300 ميجاوات.
إلا أن الأعمال توقفت نتيجة الاضطرابات السياسية في السودان في أبريل 2023، قبل أن تعود وتيرة العمل مطلع عام 2025 مع تحسن الأوضاع، وتخطت نسبة التنفيذ بالأراضي السودانية 66% حتى الآن، مع توقعات بانتهاء المشروع بالكامل في ديسمبر 2025.
مصر من العجز إلى الفائض الكهربائي
وأوضح الدكتور أحمد الشناوي، أن مصر كانت تعاني من عجز حاد في الطاقة عام 2014، إذ بلغ إجمالي الإنتاج حينها نحو 22 ألف ميجاوات، مقابل طلب استهلاكي بلغ 29 ألف ميجاوات، ما أدى إلى انقطاعات يومية وصلت إلى 4–5 ساعات.
وأضاف أن وزارة الكهرباء اتخذت منذ مؤتمر شرم الشيخ الاقتصادي 2015 خطوات كبرى لمعالجة العجز، أبرزها التعاقد مع شركة سيمنز الألمانية لإنشاء ثلاث محطات كبرى في البرلس، والعاصمة الإدارية، وبني سويف.
وتعتمد هذه المحطات على نظام الدورة المركبة وتضم كل منها 4 وحدات إنتاج بقدرة 1200 ميجاوات للوحدة، بإجمالي 4800 ميجاوات للمحطة الواحدة، وبقدرة إجمالية 14.400 ميجاوات للمحطات الثلاث.

طفرة في الطاقات المتجددة
وفي مجال الطاقة المتجددة، أُنشئت محطة بنبان الشمسية بأسوان، وهي من أكبر محطات الطاقة الشمسية في العالم، بطاقة إنتاجية 1546 ميجاوات. إلا أن الاعتماد على ضوء الشمس فقط جعل تشغيلها متوقفًا ليلًا، ما دفع الوزارة إلى تطوير حلول تخزينية.
وفي ديسمبر 2024، تم افتتاح محطة أبيدوس 1 في كوم أمبو بأسوان، بقدرة 500 ميجاوات، لتوفر الكهرباء لحوالي 256 ألف منزل، وتُسهم في خفض الانبعاثات الكربونية بما يعادل 670 طنًا سنويًا.
وتستخدم المحطة تكنولوجيا صينية متقدمة تشمل نظام تخزين البطاريات بطاقة 300 ميجاوات/ساعة، ما يتيح تشغيل المحطة على مدار اليوم، في تجربة فريدة تُطبق لأول مرة في مصر.
واستكمالًا للنجاح، تم توقيع عقد إنشاء محطة أبيدوس 2 بقدرة 1000 ميجاوات، إلى جانب محطة جبل الزيت لطاقة الرياح، التي تُعد من أكبر محطات طاقة الرياح عالميًا، بقدرة إنتاجية 582 ميجاوات.
ويبلغ إجمالي الإنتاج الحالي من الطاقة الكهربائية في مصر 69 ألف ميجاوات، مقابل أقصى استهلاك وصل إلى 39 ألف ميجاوات في أغسطس 2025، ما يعكس وجود فائض كبير في الإنتاج، يُمكن الاستفادة منه في خطط التصدير والتكامل الإقليمي.
الربط الكهربائي الإقليمي والدولي
تركز وزارة الكهرباء الآن على تعظيم الاستفادة من هذا الفائض، من خلال استراتيجية الربط الكهربائي مع دول الجوار وأوروبا، بما يعزز مكانة مصر كمحور عالمي للطاقة.
ويحقق الربط الكهربائي عدة فوائد اقتصادية وفنية وبيئية، أبرزها:
- بيع الطاقة بالعملة الصعبة.
- الاستفادة من تباين أوقات الذروة بين الدول.
- تقليل الحاجة لبناء محطات جديدة.
- تحقيق استقرار الشبكة وتنوع مصادر الكهرباء.
- توفير الغاز المستخدم في المحطات التقليدية وتصديره.
- خفض الانبعاثات الكربونية وتحسين جودة الهواء.
كما بدأت مصر الربط مع ليبيا منذ عام 1998 بقدرة 200 ميجاوات، ومن المخطط زيادتها إلى 2000 ميجاوات، وربط ليبيا بشبكة دول المغرب العربي (تونس، الجزائر، المغرب).
ويمثل مشروع الربط الكهربائي مع السودان خطوة مهمة في مسار التكامل الإفريقي في مجال الطاقة، ويُعد نموذجًا ناجحًا للتعاون الإقليمي، ويُعزز جهود مصر لتكون مركزًا عالميًا لتبادل الطاقة، مستفيدة من الفائض الكبير في الإنتاج وتنوع مصادرها من الطاقة التقليدية والمتجددة.


