أمريكا تشهد عودة الحصبة بأعلى معدل إصابات منذ 3 عقود
تشهد الولايات المتحدة عودة مقلقة لمرض الحصبة، بعد أكثر من عقدين على إعلان القضاء عليه رسميًا عام 2000، حيث سجّلت مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها CDC خلال الأيام الماضية 1563 حالة إصابة، وذلك حسب ما نشرته صحيفة ديلي ميل البريطانية.
ارتفاع حالات الحصبة بقوة في أمريكا
وأكد السلطات الصحية أن الفيروس يواصل الانتشار في عدة ولايات، رغم إعلان ولاية تكساس قبل شهرين فقط انتهاء تفشي المرض الذي أدى إلى إصابة أكثر من 760 شخصًا ووفاة حالتين.
وحذر الخبراء من أن الأرقام الرسمية قد لا تعكس الحجم الحقيقي للأزمة، وقال الدكتور بول أوفيت، أحد أبرز خبراء اللقاحات في الولايات المتحدة: الواقع أسوأ مما تُظهره البيانات الرسمية، ربما تكون الإصابات الحقيقية أقرب إلى 5000 حالة، وتشير تقارير الصحة العامة إلى وجود تفشيين رئيسيين في ولايات يوتا وأريزونا وكارولينا الجنوبية، مع ظهور حالات متفرقة في مينيسوتا وأوهايو.
في ولاية كارولينا الجنوبية، يخضع أكثر من 150 طفلًا غير ملقحين للحجر الصحي بعد إصابتهم بالحصبة في مدرستين، فيما تم تأكيد ثماني حالات حتى الآن، أما في يوتا وأريزونا، فقد تم تسجيل 118 حالة إصابة مجتمعة، بينها ست حالات استدعت دخول المستشفى، وأوضحت عالمة الأوبئة الدكتورة ليشا نولين أن الفيروس ما زال في مرحلة الانتشار، مشيرة إلى أن العدوى بدأت تمتد إلى مناطق جديدة داخل الولايتين.
انخفاض معدلات التطعيم بين الأطفال
وتابع الخبراء هذا الانتشار السريع إلى انخفاض معدلات التطعيم بين الأطفال، حيث حصل 92.5% فقط من طلاب رياض الأطفال على لقاح الحصبة والنكاف والحصبة الألمانية (MMR)، وهي نسبة تقل عن عتبة 95% المطلوبة لتحقيق مناعة جماعية تمنع تفشي المرض، ويُعدّ اللقاح وسيلة الوقاية الأكثر فاعلية، إذ يقلل خطر الإصابة بنسبة 97% بعد الجرعتين الموصى بهما.
وأثارت تصريحات وزير الصحة والخدمات الإنسانية روبرت ف. كينيدي جونيور الجدل هذا العام، بعدما قال إن التطعيم خيار شخصي وروّج لعلاجات بديلة، في وقت وصف فيه الرئيس السابق دونالد ترامب استجابة مراكز السيطرة على الأمراض بأنها نموذج لفعالية المؤسسات الطبية المنظمة، ومع تزايد الحالات الجديدة، دعت الدكتورة ليندا بيل، عالمة الأوبئة في كارولينا الجنوبية، السكان إلى التأكد من تلقي اللقاح، مؤكدة أن الحصبة تنتقل حاليًا محليًا وبشكل غير معترف به.
