أخبره الاحتلال بقتل أولاده كذبًا.. حكاية الأسير الفلسطيني شادي أبو سيدو
بعد عامين من الأسر والمعاناة، عاد الصحفي الفلسطيني شادي أبو سيدو إلى حضن عائلته في مشهد إنساني هزّ القلوب، لم يتمالك الرجل دموعه وهو يحتضن أبناءه للمرة الأولى حيث أخبره الاحتلال بوفاتهم كذبًا، فجلس على الأرض يقبّل قدمي طفله الصغير، وكأنه يحاول أن يستعيد في لحظة واحدة كل ما فاته من عمرهم.
حكاية الأسير الفلسطيني شادي أبو سيدو
يروي أبو سيدو في تصريحات تليفزيونية على إحدى القنوات العربية، أنه عاش خلال فترة أسره أقسى أنواع التعذيب النفسي، حيث حاول المحققون الإسرائيليون كسر إرادته بإيهامه مرارًا أن عائلته قُتلت بالكامل، ويقول: كنت أعيش على أمل واحد، أن يكونوا أحياء.. كنت أردد في نفسي أن قلبي ما زال يشعر بهم، وهذا يعني أنهم بخير.
ويضيف أنه عانى من نزيف حاد في إحدى عينيه بسبب التعذيب، لكن الألم الجسدي لم يكن شيئًا أمام الرعب الذي زرعوه في نفسه عندما أقنعوه بأن أبناءه رحلوا.
لحظة الإفراج عنه كانت أشبه بالمعجزة، إذ لم يصدق أنه سيرى وجوههم من جديد. في خان يونس، احتشدت العائلة والجيران لاستقباله، والدموع تختلط بالزغاريد زوجته، التي صبرت عامين على الفقد والخوف، قالت إن رؤية زوجها بين أيديهم مجددًا أنستها كل الوجع، مضيفة: كنا نعيش على الأمل، واليوم تحقق.
انهار شادي في حضن عائلته من شدة التأثر، ليجسد مشهدًا مؤلمًا وجميلًا في آنٍ واحد مشهد رجلٍ انتصر على القهر بالصبر، وعلى الغياب بالإيمان، وعاد إلى الحياة محمّلًا بحكاية عن الحرية، والأبوة، والصبر الفلسطيني الذي لا ينكسر.
