ناسا تُسرح 550 موظفًا من مختبر الدفع النفاث وسط مخاوف على مستقبل بعثاتها الفضائية
أعلنت وكالة الفضاء الأمريكية ناسا تسريح نحو 550 موظفًا من مختبر الدفع النفاث JPL التابع لها في ولاية كاليفورنيا، في خطوة أثارت مخاوف واسعة بشأن مصير عدد من المهام الفضائية الرئيسية التي يشرف عليها المختبر، خاصة تلك المتعلقة ببعثات المريخ واستكشاف الفضاء العميق.
ناسا تُسرح 550 موظفًا
وفي بيان رسمي، قال مدير المختبر ديف غالاغر إن القرار يأتي ضمن خطة لإعادة هيكلة القوى العاملة وتحديد الحجم المناسب لضمان النجاح في المستقبل، مؤكدًا أن الخطوة تهدف إلى تهيئة مختبر الدفع النفاث للمنافسة في النظام الفضائي المتطور، وذلك حسب ما نشرته صحيفة ديلي ميل البريطانية.
ويُعد مختبر الدفع النفاث مركزًا محوريًا في برامج ناسا، إذ يقود مهامًا كبرى مثل مسبار بيرسيفيرانس لاستكشاف المريخ، ومشروع عودة عينات المريخ، إلى جانب بعثة Europa Clipper لاستكشاف أحد أقمار كوكب المشتري، ومهمة Psyche لصيد الكويكبات، إضافة إلى شبكة Deep Space Network للتواصل مع الأقمار الصناعية والمركبات الفضائية.
لكن القرار الأخير أثار قلقًا متزايدًا من إمكانية تعطّل بعض هذه المهام، خاصة بعد تقارير غير رسمية تحدثت عن تسريح ثلث فريق بيرسيفيرانس، بحسب ما نشره مشغل المركبة الفضائية السابق كيفن هيكس على منصة بلو سكاي.
موجة حزن بين العاملين
وأفادت تقارير إعلامية بأن الموظفين المفصولين شملوا كوادر من المجالات الفنية والتجارية والدعم، في حين عبّر عدد من العاملين عن صدمتهم عبر منتدى Reddit المخصص للمختبر، واصفين الأجواء بأنها تشبه يوم القيامة.
وكتب أحد الموظفين: حاولنا الحفاظ على موقف إيجابي حتى النهاية، لكن رؤية زملائنا يغادرون فجأة كانت مؤلمة للغاية.
تأتي عمليات التسريح الجديدة في ظل تخفيضات حادة في ميزانية ناسا المقترحة لعام 2026، والتي قد تهبط بنسبة 24% من 24.8 مليار دولار إلى 18.8 مليار دولار، وتشير تقارير جمعية الكواكب إلى أن هذه التخفيضات ستؤدي إلى إلغاء نحو 41 مشروعًا علميًا تمثل ثلث البرامج البحثية للوكالة، منها مشاريع بارزة مثل برنامج إعادة عينات المريخ ومهمة نيو هورايزونز، إضافة إلى تلسكوب نانسي جريس رومان الفضائي.
وتحذر الأوساط العلمية من أن هذه السياسات قد تهدر استثمارات تفوق 12 مليار دولار تم ضخها في بعثات فضائية قيد التنفيذ، ما يُنذر بتراجع كبير في القدرات البحثية للولايات المتحدة في مجال علوم الفضاء.
مستقبل غامض لمختبر الدفع النفاث
وبحسب ما ورد في رسالة بريد إلكتروني داخلية اطّلعت عليها صحيفة ديلي ميل، أبلغ غالاغر الموظفين بأن الهيكل التنظيمي الجديد للمختبر سيبدأ العمل به اعتبارًا من اليوم 15 أكتوبر، مؤكدًا أن التغيير ضروري للحفاظ على طموحات البشرية الأكثر جرأة في الفضاء.
لكن محللين حذروا من أن خفض القوى العاملة بنسبة 10% قد يعرقل قدرة المختبر على تنفيذ مشاريعه البحثية بدقة، وسط تساؤلات عن مدى إمكانية استمرار ناسا في تحقيق أهدافها العلمية في ظل تقليص الميزانية والدعم البشري.
ولم تصدر ناسا بعد تعليقًا رسميًا على التأثير المباشر لتقليص الوظائف على بعثاتها الجارية.
