الهواتف ليست بأمان في بريطانيا.. ما السر وراء سرقة المحمول وما علاقة الصين بها؟| تفاصيل
تواجه المملكة المتحدة أزمة متصاعدة خلال الفترة الحالية بسبب زيادة معدلات سرقة الهواتف المحمولة بشكل مبالغ فيه في البلاد، وعليه أطلقت قوات الشرطة حملات وتحقيقات واسعة المدى لمعرفة السر وراء هذه الظاهرة الغريبة.
وكشف تحقيق لـ نيويورك تايمز، أن مداهمات الشهر الماضي تهدف إلى تحديد هوية مجموعة من الوسطاء الذين يستخدمون متاجر الهواتف المستعملة كجزء من شبكة إجرامية عالمية متعددة الطبقات، كما تقول الشرطة، وبحلول نهاية العملية التي استمرت أسبوعين، عثر المحققون على نحو 2000 هاتف مسروق و200 ألف جنيه إسترليني -266 ألف دولار- نقدًا.
وبعد سنوات كانت فيها سرقة الهواتف أولوية منخفضة بالنسبة لقوة الشرطة المنهكة، تكشف العمليات الجديدة عن مزيج غريب من العوامل وراء الوباء، بما في ذلك التخفيضات الحادة في ميزانيات الشرطة البريطانية في العقد الأول من القرن الحادي والعشرين والسوق السوداء المربحة للهواتف المحمولة الأوروبية في الصين.
علاقة الصين بسرقة الهواتف من بريطانيا خصوصًا الآيفون؟
ولسنوات عديدة، افترضت شرطة لندن أن معظم سرقات الهواتف كانت من عمل لصوص صغار يتطلعون إلى جني بعض النقود بسرعة، لكن في ديسمبر الماضي، حصلوا على دليل مثير للاهتمام من امرأة استخدمت تطبيق “Find My iPhone” لتتبع جهازها إلى مستودع بالقرب من مطار هيثرو. وعند وصولهم إلى هناك عشية عيد الميلاد، عثر الضباط على صناديق متجهة إلى هونج كونج. تم تصنيفها على أنها بطاريات ولكنها تحتوي على ما يقرب من 1000 هاتف آيفون مسروق.
وتستخدم الشرطة الآن هذه المعلومات لرسم خريطة للأماكن التي ينقل إليها لصوص الشوارع الهواتف المسروقة، بعد الاستيلاء على مطار هيثرو، تم تكليف فريق من المحققين المتخصصين الذين يتعاملون عادة مع تهريب الأسلحة النارية والمخدرات بالقضية، وتمكنوا من تحديد شحنات أخرى واستخدموا الأدلة الجنائية لتحديد هوية رجلين في الثلاثينيات من عمرهما يشتبه في أنهما زعيما مجموعة أرسلت ما يصل إلى 40 ألف هاتف مسروق إلى الصين.
لماذا يتم إرسال الهواتف للصين؟
تمتلك الصين أنظمة بيئية ضخمة لإصلاح وتجديد الإلكترونيات موردي قطع الغيار، ومكونات تصنيع المعدات الأصلية ما بعد البيع، والفنيين المهرة، حيث يمكن تجريد الهواتف المسروقة من أجزائها أو تجديدها وإعادة بيعها.
وتمتاز بارتفاع الطلب على المكونات والوحدات في الأسواق الرمادية الإقليمية، حتى لو لم يكن من الممكن إعادة تنشيط الهاتف في المملكة المتحدة، فإن مكوناته الشاشات والكاميرات والبطاريات والرقائق ذات قيمة ويمكن بيعها في الأسواق الآسيوية حيث الطلب مرتفع، شبكات الاتجار القائمة والطرق اللوجستية، وتستخدم الجماعات الإجرامية طرقًا حدودية راسخة وأساليب شحن البضائع؛ كما أن شحن البضائع المسروقة إلى مناطق يتواجد فيها العديد من الوسطاء يقلل من إمكانية تتبعها.


