الجمعة 05 ديسمبر 2025
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس التحرير
محمود المملوك
أخبار
حوادث
رياضة
فن
سياسة
اقتصاد
محافظات
محافظات

وجع على باب الأتوبيس.. لما التعب يغلب والرحمة تغيب

الخميس 16/أكتوبر/2025 - 03:43 ص

الراجل العجوز اللي شفناه في الفيديو، ما كانش بيطلب كتير.. كل اللي كان عايزه يركب الأتوبيس، يوصل مشواره يمكن يروح مستشفى يمكن يسلم أوراق علاج، يمكن بس يرتاح شوية من وجع الأيام.

لكن التعب والمرض كانوا سابقينه، وجسده ما بقاش يستحمل حتى الوقفة الطويلة ومع كده، حاول.. حاول يشرح، يتكلم، يترجى المحصل.

لكن بدال ما يسمع كلمة طيبة أو يلاقي مساعدة، لقى مشادة، صوت عالي، وإهمال كأن اللي قدامه مش إنسان كبير في السن، كأنه عبء لازم يتخلصوا منه.. وفي لحظة ضعف، وقع الراجل على الأرض.

وقع ومعاه وقعت الرحمة اللي المفروض تفضل في قلوبنا مهما اتغير الزمن.. الناس اتلمت، الكاميرات اشتغلت والوجع انتشر على السوشيال ميديا.. بس السؤال الأهم: فين كانت الرحمة قبل ما يوصل الأرض؟

المشهد كله يوجع القلب، لأنه مش بس حكاية راجل مسن، ده مرآة لمجتمع بدأ ينسى معنى "الإنسانية".. اللي كان المفروض يساعده، أهانه.. واللي كان المفروض يرفق بيه، اتعامل معاه كأنه رقم في طابور طويل.

يا جماعة، الرحمة مش رفاهية، دي واجب.. كلمة طيبة، نظرة احترام، إيد ممدودة تساعد بدل ما تجرح… دي أبسط حقوق أي إنسان، خصوصا لما يكون في سن آبائنا وأجدادنا.

سيادة المحافظ والمسؤولون عن المواصلات، الموقف محتاج رد فعل واضح.. مش بس عشان الراجل اللي وقع، لكن عشان نقول إن الكرامة لسه ليها قيمة، وإن أي مسن مش هيتساب ينهار في الشارع كده.

الراجل دا وقع من التعب، بس إحنا كلنا وقعنا معاه من وجع الإحساس اللي غاب.. ويمكن تكون قصته بداية نراجع فيها نفسنا.. هل بقينا فعلًا قساة للدرجة دي؟

تابع مواقعنا