جنود الحفائر يواصلون العطاء.. تفاصيل اكتشاف كبسولة أثرية تروي تاريخ الإسكندرية | صور
تمكن فريق البعثة الأثرية التابعة للمجلس الأعلى للآثار بحي وسط الإسكندرية، من تحقيق اكتشاف استثنائي يتمثل في العثور بالصدفة على كبسولة رصاصية وُضعت ضمن أساسات إحدى الفيلات، تحتوي على مجموعة نادرة ومتنوعة من العملات المصرية التي تعود إلى عهدي السلطان حسين كامل والملك فؤاد الأول.
ويتكون فريق البعثة من: العربي إبراهيم رئيس البعثة الأثرية، ومحمد علي صالح (عضو)، محمد عبد السلام (عضو).
جنود الحفائر يواصلون العطاء.. تفاصيل اكتشاف كبسولة أثرية تروي تاريخ الإسكندرية
حيث أن الاكتشافات الحالية في الإسكندرية جاءت بفضل أسلوب العمل المطور والاعتماد علي العمالة الفنية والنوعية وعمليات تدريب ممنهجة على مدار 5 سنوات في حي وسط أسفرت عن رفع كفاءة المفتشين والعمالة الفنية.
ووفقا لبيان وزارة السياحة والآثار، أن الكبسولة الرصاصية، التي جرى فتحها بحرص بالغ، ضمّت ثلاث عشرة قطعة نقدية من فئات مختلفة تراوحت بين المليمات والعملات الذهبية من فئة 100 قرش. وتتميّز هذه المجموعة بثراء تنوعها، حيث تضم:
• عملات صغيرة من فئة مليمات مختلفة سكّت في عهد الملك فؤاد الأول.
• عملة نادرة من فئة قرشان من عهد السلطان حسين كامل.
• عملات فضية من فئات 5، 10، 20 قرش.
• ثلاث عملات ذهبية من فئات 20، 50، 100 قرش للملك فؤاد الأول، وهي من أندر الإصدارات في تاريخ المسكوكات المصرية الحديثة.
ويُشير هذا الاكتشاف إلى ممارسة تاريخية شائعة تتمثل في وضع ودائع تأسيس داخل المباني الجديدة لضمان البركة والرخاء، وهي عادة لها جذور عميقة في التراث اليوناني والمصري القديم.
ومن جانبه قال الدكتور حسام غنيم، مدير عام آثار الإسكندرية للآثار المصرية واليونانية والرومانية: يمثل هذا الاكتشاف حلقة وصل مهمة بين الطبقات التاريخية للمدينة: من الإرث الهلنستي والروماني حتى الوجود الحديث للجاليات الأجنبية. الوثيقة اليونانية المطبوعة بخط الآلة، والموقعة بخط اليد، تُعدّ شهادة مباشرة على طقوس تأسيس المباني لدى الجالية اليونانية في الإسكندرية، وعلى تواصلهم الثقافي مع مصر، وسنفتح قنوات تعاون بحثي مع مؤسسات إغريقية متخصصة لترجمة النص بدقة وربطه بسجلات الجالية، بالإضافة إلى إعداد خطة علمية لحفظ العملات وتحليلها عرضا ومعنى.
وأوضح إبراهيم مصطفى، مدير آثار حي وسط الإسكندرية، أن من بين أبرز ما عُثر عليه داخل الكبسولة الرصاصية وثيقة مكتوبة باللغة اليونانية على الآلة الكاتبة، ملحقة بتوقيعات ودعوات بخط اليد. ويُظهر النص تفاصيل دقيقة؛ حيث يشير إلى فترة حكم الملك جورج الثاني ملك اليونان، والملك فاروق الأول ملك مصر، وبطريرك الإسكندرية نيقولاوس الخامس، إضافة إلى ذكر شخصيات بارزة من عائلة سلفاغو.
ومن جانبه قال رئيس البعثة، العربي إبراهيم، إنه تم العثور على الكبسولة أثناء أعمال رفع الأساسات في أحد العقارات الحديثة بحي وسط الإسكندرية، وهو ما يعكس الدور الحيوي لحفائر الإنقاذ التي تضمن حماية التراث حتى في المناطق العمرانية النشطة، وقد بدأت بالفعل أعمال التوثيق العلمي والتحليل المعدني لكل قطعة مكتشفة.
