أمناء على الحضارة المصرية.. كيف حمل أثريين وسط الإسكندرية أمانة الكشف الجديد رغم اكتشافه صدفةً
رحلة مليئة بالعمل الجاد عاشها فريق آثار وسط الإسكندرية، إلى أن توجت نتائجها اليوم بإعلان وزارة الآثار المصرية عن تفاصيلها، وجاءت كواليس العثور على الأثر والحفاظ على نقله في توقيت مثالي كبرهان لوجود نماذج مشرفة حملوا أمانة الحفاظ على الحضارة المصرية على عاتقهم رغم التحديات.
وكشف إبراهيم مصطفى؛ مدير آثار وسط الإسكندرية، تفاصيل الكشف الجديد لكبسولة رصاصية تحتوي على مجموعة عملات تاريخية للملك فؤاد والسلطان حسين، وذلك داخل أساسات فيلا تاريخية بالإسكندرية.
أمانة الحفاظ على الحضارة المصرية
وعبر مدير آثار وسط الإسكندرية، عن امتنانه لفريق العمل الذي تزامنت جهود اكتشافهم لتكون رد اعتبار للأثريين المصريين وأمانتهم، وللتأكيد على أن الوقائع التي ظهرت على الساحة الفترة الماضية ومنها سرقة أسورة أثرية وصهرها، كانت وقائع فردية.

مكتشفات نادرة
وأكد مدير آثار وسط الإسكندرية، أن غالبية القائمين على العمل الأثري لديهم أمانة الحفاظ على تاريخ الحضارة المصرية، مؤكدا أن المكتشفات قيمتهما التاريخية والمادية مرتفعة للغاية وأن 3 عملات منهم ذهب وغاية في الندرة، ولكن أمانة فريق العمل بداية من العمال والفنيين والمفتشين وصولا للإدارة العليا، حافظت عليهم ونقلتهم للإيداع في خزينة المتحف، قائلا: من غير قصد ردينا اعتبار الأثريين المصريين الذين نالهم الكثير من التشويه في الفترة الماضية بسبب حوادث فردية.


وعن الكشف الأثري، أوضح مدير آثار وسط الإسكندرية، أن العملات والكبسولة والوثيقة تم العثور عليهم داخل أبيار سكندرية كانت مستخدمة كأساس لفيلا سيلفاجو بشارع بني العباس بالقرب من المركز الثقافي الروسي، والتي تحولت لبنك، ثم أثناء هدمها كانت الكبسولة ملقاه في أساساتها الخرسانية كحجر أساس لجلب البركة.
وأكد أن الكبسولة هي جزء ضئيل من اكتشاف كبير يعمل عليه فريق الحفائر بالموقع منذ قرابة 5 أشهر، وذلك في ظل ظروف صعبة كان الداعم الأول فيها هو الدكتور حسام غنيم؛ مدير عام منطقة الإسكندرية للآثار المصرية واليونانية والرومانية، والدكتور هشام حسين رئيس الإدارة المركزية لآثار الوجه البحري والساحل الشمالي وسيناء.
أمانة دون مقابل
وأشار إلى أن هذا الجهد تم رغم وجود الأثريين وحدهم على الأرض دون أي دعم، وفي ظل تغيب تأمين نقل العملات من الموقع إلى متحف الإسكندرية القومي، حيث حمل الآثاريين الأمر على عاتقه دون أي مقابل مادي ولا معنوي، وذلك بداية من التعامل مع المقاولين والعمال وحتى نقله للمتحف.
ولفت إلى أن الموقع يحتوي على مجموعة من الاكتشافات بين بقايا فيلات رومانية وأرضيات من الفسيفساء وحمام روماني وصهريج وأبيار مياه وقنوات تصريف وكم كبير من اللقى المنقولة بين مسارح وعملات مؤكسدة وأيادي مختومة وأواني فخارية.

وأوضح أن الموقع والكبسولات التي عثر عليها داخله جزء من صورة كبيرة لأربعة مواقع حفائر، جميعهم يرسمون صورة أكبر لطبوغرافيا الإسكندرية القديمة وثرائها الحضاري، مؤكدا أن فريق العمل مستمر منذ 5 سنوات في فحص هذه الاكتشافات.

ووجه مدير آثار وسط الإسكندرية الشكر إلى أعضاء الفريق، ومنهم رؤساء العمال الموهوبين، وفريق العمل برئاسة العربي إبراهيم، الذي كان لا يدخر جهدا في النزول للمواقع ومتابعة فريقه، وكذلك أعضاء الفريق محمد علي صالح، محمد عبد السلام، والفنيين عبد الرحمن عبد المجيد ومحمد متولي ومحمد جمال وياسر وأحمد وآية محمود، وآية السيد، ورئيس العمال حسن رفاعي، وماجد جمال صبحي، وغيرهم من جميع العاملين الذين رغم ظروفهم الصعبة وعملهم في كنوز إلا أنهم أمناء على الحضارة المصرية بتنوعها الفريد.




