كاتب إسرائيلي: كل طرق التهدئة تدفعنا إلى مصر
كتب المحلّل شاي غال في افتتاحية صحيفة إسرائيل اليوم أن الهجوم الذي شنته إسرائيل ضد عناصر حماس في الدوحة كسر ما أسماه «حصانة» قطر وسلّط الضوء على حقيقة جديدة أن دولتا تركيا وقطر ليستا جزءًا من الحل بل جزء من المشكلة، ولكن بين كل الاتهامات والانتقادات، يرتسم دور محوري لمصر ليس كمتفرج، بل كقوة وسطية قادرة، وفق الكاتب، على فرض واقع جديد إذا ما امتنعت الدول الراعية عن إفساد الاتفاقات.
شاي غال المحلل السياسي الإسرائيلي بمقال في صحيفة إسرائيل اليوم: لو رغبنا في تهدئه تامة..لا بديل عن القاهرة
المقال يؤكد أن الدوحة استغلت على مدى عقد كامل موقعها كـ«مضيف» لقيادة حماس، وحوّلت ما عُرض كقناة إنسانية إلى بنية سياسية واقتصادية ثابتة سمحت بتدفّق الأموال ونموّ القيادة داخل الدوحة. أما أنقرة فذهب الكاتب أبعد من ذلك، متهمًا النظام التركي بتبييض وجهات نظر متطرفة عبر مؤسسات تعليمية وسياسات رسمية، حتى أن يوم 7 أكتوبر ذُكر في المناهج كمناسبة «الوعي الفلسطيني»، بحسب المقال.
ويضع الكاتب مصر في موقع مختلف قائلا: القاهرة تُوظّف نفوذها التاريخي والجغرافي كوسيط في الجنوب، وتُعرض نفسها كضامن لآليات إعادة الإعمار والإشراف، بينما يُمنح الدور الأعلى للإدارة الأمريكية في صياغة الضمانات، بمعنى آخر، يقترح غال أن خطة السلام المرتقبة تعتمد على تقسيم أدوار واضح، مصر في الجانب التنفيذي واللوجسي، والولايات المتحدة في الإشراف الاستراتيجي..
أما قطر وتركيا فتم تقييد نطاق مشاركتهما إلى أدوار شكلية ورمزية، لا سيما بعد أن تبيّن أنها قد تكون ملاذًا أو حتى محور نفوذ لمجموعات لا تريد السلام الحقيقي.
الكاتب يحذّر من السماح لطرفٍ رعا محطة تغذية لإيديولوجيات متطرفة بأن يشارك في مفاتيح إعادة الإعمار والسيطرة ما لم تُلغَ مظاهر الحماية التي توفرها له.
وبالنهاية، يخلص المقال إلى أن مصر، بما تملكه من سيطرة على حدود غزة وشرعية إقليمية، هي الأقدر عمليًا على تحويل الهدنة إلى ترتيب يضمن نزع السلاح وإعادة البناء بشرط أن تُمنح الصلاحيات الكاملة، وأن تقلص الدوحة وأنقرة من نفوذهما المزعزع.


