رئيس الاستخبارات البريطانية: إحباط تهديد صيني جديد.. وغضب من انهيار قضية التجسس الكبرى
في خطاب قوي من مقر جهاز الاستخبارات الداخلية البريطاني (MI5)، عبّر رئيس الجهاز السير كين ماكولم عن إحباطه الشديد من انهيار قضية التجسس الصينية التي هزّت أروقة الحكم في لندن، مؤكدًا أن عناصر الجهاز “عملوا بجدٍ لتأمين الإدانة، لذا من المحبط أن تنتهي القضية بهذا الشكل”.
القضية التي عُرفت إعلاميا بـ«قضية الجواسيس الصينيين»، تتعلق باتهام باحث في البرلمان البريطاني يُدعى كريستوفر كاش، ومدرّس يُدعى كريستوفر بيري، بنقل معلومات حساسة من مجلس العموم إلى مسؤولين مرتبطين بالحزب الشيوعي الصيني، كلا الرجلين نفيا التهم، لكن النيابة العامة البريطانية أسقطت الدعوى لعدم وجود أدلة كافية؛ ما أثار موجة انتقادات حادة للحكومة العمالية برئاسة كير ستارمر.
بريطانيا تزعم إحباط تهديد خطير مصدره الصين
ونوهت صحيفة تلجراف البريطانية بأن ماكولم، الذي يُعد من أبرز وجوه الأمن القومي البريطاني، كشف أيضًا أن جهازه أحبط تهديدًا خطيرًا مصدره الصين خلال الأسبوع الماضي، مشيرًا إلى أن الاختراقات المعادية أصبحت أكثر عدوانية، وأن بريطانيا تواجه تصاعدًا بنسبة 35% في عدد الأفراد المشتبه بتورطهم في أنشطة تهديد للدولة، معظمها مرتبط بما سماه الثلاثي الأخطر: الصين، إيران، وروسيا.
وفي خضم الجدل السياسي، دافع ماكولم عن نائب مستشار الأمن القومي ماثيو كولينز، الذي وُجهت إليه اتهامات من بعض أعضاء البرلمان بأنه تسبب في انهيار القضية لرفضه تصنيف الصين كـ عدو رسمي للمملكة المتحدة. وقال ماكولم: عملت إلى جانب كولينز لسنوات، وهو رجل عالي النزاهة ومهني من الطراز الأول.
لكنّ الجدل تجاوز البعد القضائي، ليكشف أزمة سياسية أعمق داخل حكومة العمال. فشهادة كولينز التي نُشرت حديثًا تضمنت نصًا مأخوذًا حرفيًا من البيان الانتخابي لحزب العمال لعام 2024، والذي يتبنى سياسة التعاون حيث يمكن، والمنافسة حيث يجب، والتحدي حيث يلزم تجاه الصين — وهو ما اعتبرته المعارضة دليلًا على تدخل سياسي في قضية أمن قومي حساسة.
من جانبه، أشار ماكولم إلى أن بريطانيا ستواصل العمل بعلاقات واقعية مع الصين، لكن دون التهاون في أي نشاط يمس أمنها القومي، مضيفًا: نحن في MI5 نمنع، ونكشف، ونعطّل، وسنواصل القيام بذلك بلا هوادة.
الخطاب أنهى مرحلة من الصمت داخل جهاز الاستخبارات بعد أسابيع من الهجوم السياسي، وأعاد التأكيد على أن التهديدات من القوى الكبرى لا تقتصر على التجسس التقليدي فحسب، بل تمتد إلى التأثير في الجامعات والبنية التحتية والمؤسسات الديمقراطية.
وفي رسالة تحذير ختامية، قال ماكولم: إذا اخترت أن تكون وكيلًا لدولة معادية، فتذكّر أنك لست أكثر من أداة مؤقتة. يوم الدفع قد لا يأتي أبدًا.


