برنامج دولي يعزز الحماية والتنمية في شمال إفريقيا للحد من الهجرة غير النظامية
أطلقت المنظمة الدولية للهجرة OIM برنامجًا إقليميًا مشتركًا بعنوان برنامج التنمية والحماية الإقليمي لشمال إفريقيا RDPP NA، يهدف إلى تحسين أوضاع اللاجئين والمهاجرين وتعزيز استقرار المجتمعات المضيفة، في ظل استمرار التحديات المتزايدة التي تشهدها منطقة شمال إفريقيا نتيجة الاضطرابات السياسية والتفاوتات الاجتماعية والاقتصادية.
وأشار البرنامج الذي يحظى بدعم وتمويل من الاتحاد الأوروبي عبر عدد من آلياته المالية، من بينها صندوق اللجوء والهجرة والاندماج FAMI والصندوق الائتماني الأوروبي لأفريقيا EU TF، يسعى إلى تقديم استجابة إنسانية وتنموية متكاملة. أشار القائمون على البرنامج إلى أنه لا يقتصر فقط على تقديم الدعم الإنساني، بل يشمل أيضًا تطوير أنظمة حماية فعالة في بلدان شمال إفريقيا، وتمكين المجتمعات من الصمود في وجه التغيرات المتلاحقة التي تشهدها المنطقة.
الجدير بالذكر أن دول شمال إفريقيا أصبحت اليوم منطقة تتقاطع فيها مسارات المهاجرين، إذ تمثل في آنٍ واحد دول منشأ وعبور ووجهة نهائية.
ونتج عن هذا الوضع المعقد أوضاع إنسانية حرجة، خاصةً في ظل تعرض الكثير من المهاجرين واللاجئين لمخاطر الانتهاكات والعنف والاستغلال.
ومن هنا، يأتي البرنامج كاستجابة متعددة الأبعاد تهدف إلى حماية هؤلاء الأفراد وتقديم بدائل واقعية للهجرة غير النظامية.
تركز الاستراتيجية التي يتبناها البرنامج على تعزيز قدرات الأنظمة الوطنية على التعامل مع ملفات اللجوء والهجرة بطريقة أكثر إنسانية وكفاءة، إلى جانب رفع مستوى التوعية بمخاطر الهجرة غير القانونية بين المجتمعات المحلية والمهاجرين المحتملين، وذلك من خلال حملات إعلامية وتثقيفية.
وفي موازاة ذلك، يعمل البرنامج على تحسين فرص التنمية الاقتصادية والاجتماعية سواء للمهاجرين أو للمجتمعات المضيفة، من خلال تقديم خدمات أكثر شمولًا وعدالة، وبناء جسور من الثقة والتفاهم بين مختلف الفئات، بهدف تعزيز التماسك الاجتماعي والتقليل من التوترات التي قد تنشأ بفعل التفاوتات أو قلة الموارد.
علمًا بأن إيطاليا تتولى قيادة هذا البرنامج بصفتها الدولة القائدة ضمن تحالف الدول الأوروبية المساهمة، وقد ساهمت في تمويل مرحلته الأولى إلى جانب كل من النرويج وجمهورية التشيك، وتُعد هذه الشراكة متعددة الأطراف نموذجًا فعّالًا للتعاون الإقليمي الذي يسعى لتحقيق أهداف طويلة المدى في مجال الحماية والتنمية المستدامة.
وأكد مسؤول المنظمة الدولية للهجرة أن البرنامج يشكل خطوة عملية نحو بناء مستقبل أكثر أمانًا وكرامة للمهاجرين واللاجئين، ويسهم في معالجة الأسباب الجذرية للهجرة القسرية من خلال توفير الفرص، وتعزيز الشعور بالانتماء والعدالة الاجتماعية، وفتح المجال أمام سياسات شاملة تحترم حقوق الإنسان وتراعي متطلبات التنمية.
علما بأن هذا البرنامج يتضمن أيضًا إنتاج مواد مرئية للتوعية تحت عنوان سد فجوة الحماية، تشرح بطريقة مبسطة كيف يمكن خلق توازن بين الجوانب الإنسانية والسياسات الواقعية في إدارة ملف الهجرة في شمال إفريقيا.



