محمود أبو ندى.. من شوارع غزة إلى المونديال بقميص قطر
في قصة تلخص كفاح الرياضيين من أجل الحلم، يُعدّ محمود أبو ندى، أحد أبرز الوجوه الصاعدة في سماء حراسة المرمى الآسيوية، ليس فقط بسبب مستواه الفني اللافت، بل لأنه يمثل حالة فريدة من الإصرار والانتماء، إذ ينحدر من قطاع غزة، لكنه أصبح أحد العناصر البارزة في صفوف المنتخب القطري، الذي ساهم في قيادته للتأهل إلى مونديال 2026.
محمود أبو ندى.. من شوارع غزة إلى المونديال بقميص قطر
ولد محمود أبو ندى عام 2000، ويحمل الجنسية الفلسطينية ولكنه بعدها حصل على الجنسية القطرية، وبدأ مشواره الجديد ضمن خطة تطوير المواهب في الاتحاد القطري لكرة القدم، وواصل تطوره الفني بسرعة لافتة حتى أصبح أحد الأسماء الموثوقة بين القائمين على الكرة القطرية.
لم يكن تألق محمود أبو ندى مع منتخب قطر في تصفيات كأس العالم 2026 وليد الصدفة، إذ خاض تجارب احترافية في دوري نجوم قطر، وقدم مستويات قوية دفعت الجهاز الفني للعنابي إلى ضمه لقائمة المنتخب الأول، حيث شارك خلال التصفيات المؤهلة إلى كأس العالم 2026، ونجح في تقديم أداء ثابت ساهم في النتائج الإيجابية التي حققها المنتخب منها التعادل السلبي مع عمان، والفوز على الإمارات 2-1 وتصديه لكرات عديدة ساهمت في تأهلت العنابي إلى المونديال.
وجود اسم محمود أبو ندى ضمن قائمة المنتخب القطري المتأهل إلى كأس العالم لا يحمل فقط دلالة رياضية، بل رسالة إنسانية ملهمة، حيث بات أبو ندى أول حارس مرمى يحمل الجنسية الفلسطينية يشارك في المونديال، ولو بقميص دولة أخرى، ما يجسّد قدرة أبناء فلسطين على الوصول إلى العالمية رغم المعاناة.
ويُعرف عن محمود أبو ندى احترافيته العالية وشخصيته القيادية داخل الملعب وخارجه، ويؤكد مقربون منه أنه لا ينسى جذوره الفلسطينية، ويحرص دائمًا على التعبير عن فخره بأصوله حيث تبرع لـ غزة عقب التأهل إلى المونديال مع قطر.
ولا ينوي محمود أبو ندى الاكتفاء بما تحقق حتى الآن، بل يرى أن مشوار النجاح لا يزال في بدايته، ويطمح إلى تمثيل العنابي في كأس العالم بأفضل صورة، وأن يكون مصدر فخر لجماهير قطر، ولملايين الفلسطينيين الذين يتابعون مسيرته كدليل على أن الأمل لا يُهزم.


