الجمعة 05 ديسمبر 2025
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس التحرير
محمود المملوك
أخبار
حوادث
رياضة
فن
سياسة
اقتصاد
محافظات
محافظات

مهزلة الأحزاب الكرتونية.. سقوط واضح في اختبار الديمقراطية

الجمعة 17/أكتوبر/2025 - 12:42 ص

خمسة أعوام كاملة لم تكن كافية لبعض الأحزاب السياسية لإعداد كوادر مؤهلة تمثلها داخل القائمة الوطنية، فتساقطت كما تتساقط الأوراق اليابسة في موسم الخريف السياسي، لتكشف واقعا مريرًا عنوانه غياب الرؤية وانعدام الكفاءة.

ففي الوقت الذي كان يُنتظر من هذه الأحزاب أن تخرج من جلباب التبعية، وأن تبني لنفسها قاعدة جماهيرية وتخوض معركة التمثيل الحزبي بمسؤولية، فوجئ الرأي العام بأحزابٍ تعجز حتى عن ترشيح عدد كافي من أعضائها، لتلجأ بكل بساطة واستخفاف إلى استقدام مرشحين من خارج الحزب وكأنّ الحزب لم يكن سوى يافطة بلا مضمون، واجهة بلا روح.

فأين كانت هذه الأحزاب طوال السنوات الخمس الماضية؟ ألم يكن لديها الوقت الكافي لصناعة قيادات شبابية، وتأهيلها سياسيًا، وإعدادها لخوض الاستحقاقات الوطنية؟ أم أن العمل الحزبي أصبح حكرًا على دائرة ضيقة فقط.

الحقيقة أن الأحزاب التي لا تملك قاعدة تنظيمية نشطة، ولا رؤية سياسية واضحة، ولا كوادر جاهزة، هي ببساطة أحزاب كرتونية، وأشبه بجمعيات أهلية تائهة في زحام المصالح.

السؤال الأكثر إحراجًا الآن إذا كانت هذه الأحزاب لا تستطيع حتى إدارة شؤونها الداخلية وترشيح أعضائها، فكيف لها أن تدير شؤون وطن أو تمثل صوت المواطن؟.

التمثيل النيابي لا يجب أن يكون بابًا للترضيات ولا ساحة للتجريب، بل هو تكليف وطني يتطلب رجالًا ونساءً من الميدان.

وفي النهاية، لا بد من وقفة حقيقية، فمتى تتحول الأحزاب من كيانات موسمية إلى مؤسسات حقيقية لها مشروع وطني؟ ومتى نرى قائمة وطنية تعكس واقع المجتمع، وهل سنشهد يومًا ديمقراطية تمثيلية حقيقية يمثل فيها الكفء وصاحب المشروع.

تابع مواقعنا