الهند تُجبر شركات الأدوية على تحديث مصانعها بعد أزمة شراب السعال
رفضت الحكومة الهندية طلبات شركات الأدوية الصغيرة بتمديد المهلة النهائية لتحديث منشآتها لتتوافق مع معايير منظمة الصحة العالمية، وذلك بعد وفاة 24 صغيرا على الأقل نتيجة تناول شراب سعال محلي الصنع ملوث.
وجاء القرار وسط غضب شعبي واسع، وضغوط متزايدة على الجهات التنظيمية بعد حوادث سابقة مشابهة في دول أفريقية وآسيوية، وذلك وفقًا لرويترز.
خطة لتطبيق المعايير الدولية قبل نهاية العام
كانت نيودلهي قد أصدرت في أواخر 2023 تعليمات تلزم المصانع بتطبيق معايير منظمة الصحة العالمية، والتي تشمل إجراءات صارمة لمنع التلوث واختبار دفعات الإنتاج بشكل دوري، ورغم التزام الشركات الكبرى بالموعد المحدد منتصف 2024، طالبت الشركات الصغيرة بمهلة إضافية، مبررة ذلك بتكاليف التحديث المرتفعة.
وقررت الحكومة رفض هذه الطلبات بعد اكتشاف أن شركة سريسان للأدوية، المنتجة لشراب كولدريف المسبب للوفيات الأخيرة، لم تطور منشآتها كما هو مطلوب.
وأظهرت الاختبارات الحكومية أن شراب كولدريف احتوى على نسبة مرتفعة جدًا من مادة ثنائي إيثيلين جليكول (DEG) السامة، بلغت نحو 48.6%، أي ما يقارب 500 ضعف الحد المسموح به دوليًا.
وتُستخدم هذه المادة أحيانًا بشكل احتيالي بدلًا من المذيبات الصيدلانية الأكثر تكلفة، وبعد الحادثة، ألغت السلطات ترخيص شركة سريسان واعتقلت مؤسسها بتهمة القتل غير العمد.
وتبلغ قيمة صناعة الأدوية في الهند نحو 50 مليار دولار، وتشمل أكثر من 10 آلاف مصنع، ويحذر ممثلو الشركات الصغيرة من أن تكاليف التحديث قد تؤدي إلى إغلاق نصف المصانع في بعض الولايات، مثل هيماشال براديش.
ومع ذلك، ترى الحكومة أن حماية الأرواح أولوية، وأن الشركات الكبرى التي التزمت بالمعايير قادرة على سد أي نقص في الإنتاج.
وواصلت السلطات مداهمة الصيدليات لجمع عينات من شراب كولدريف، وأغلقت 4 صيدليات لعدم امتثالها للقوانين، كما تم اعتقال الطبيب المحلي برافين سوني، الذي وصف الدواء للعديد من الأطفال المتوفين، ضمن تحقيقات القتل غير العمد.




