الولايات المتحدة تدرس تحويل البحيرات إلى بطاريات ضخمة لتخزين الطاقة
تتجه الولايات المتحدة نحو مشروع مبتكر قد يُحدث تحولًا جذريًا في مستقبل الطاقة، يقوم على تحويل البحيرات الطبيعية إلى بطاريات ضخمة لتخزين الطاقة المتجددة، في خطوة تهدف إلى تقليل الاعتماد على الوقود الأحفوري وتعزيز كفاءة أنظمة الطاقة النظيفة، وذلك وفقًا لنيويورك بوست.
الولايات المتحدة تدرس تحويل البحيرات إلى بطاريات ضخمة لتخزين الطاقة
وتعتمد الفكرة على تقنية تُعرف باسم التخزين بالضخ، وهي آلية تقوم على استخدام خزانين للمياه على ارتفاعين مختلفين، فعند وجود فائض من الكهرباء المولدة من مصادر متجددة، يتم ضخ المياه من الخزان السفلي إلى الأعلى، لتُعاد لاحقًا إلى الأسفل عند ارتفاع الطلب على الكهرباء، مولدةً بذلك طاقة جديدة عبر التوربينات.
وتشبه هذه العملية في عملها نظام البطاريات، لكنها تستخدم طاقة المياه والجاذبية بدل المواد الكيميائية.
وتُعد هذه التقنية أكثر استدامة من السدود الكهرومائية التقليدية، التي غالبًا ما تؤدي إلى آثار بيئية واجتماعية سلبية فبدلًا من إنشاء سدود جديدة، يمكن استغلال البحيرات والخزانات الطبيعية القائمة، مما يُقلل الأضرار البيئية ويحافظ على النظم الإيكولوجية المحلية.
وبدأت مشاريع تجريبية في عدد من الولايات الأمريكية، منها مشروع يعتمد على تحويل مسار المياه من البحيرات العظمى لإنشاء خزان منخفض الارتفاع لتوليد الكهرباء عند الحاجة.
ورغم بعض التأخيرات التي واجهتها هذه المشاريع بسبب جائحة كورونا، فإنها عادت إلى الواجهة مجددًا مع تزايد الاهتمام العالمي بحلول الطاقة المستدامة.
ويرى خبراء الطاقة أن تحويل البحيرات إلى محطات تخزين كهربائي يُمكن أن يعزز من مرونة الشبكات الكهربائية الأمريكية ويُوفر مصدرًا موثوقًا للطاقة النظيفة، خاصة مع تزايد إنتاج الكهرباء من الرياح والطاقة الشمسية.
كما قد يصبح هذا النموذج مستقبلًا مرجعًا عالميًا لتقنيات تخزين الطاقة الصديقة للبيئة، بما يوازن بين احتياجات التنمية والحفاظ على الطبيعة.


