دعاوى قضائية وضغوط سياسية.. تطورات أزمة حظر مشجعي مكابي تل أبيب في بريطانيا| القصة الكاملة
تشهد بريطانيا تصاعدًا في الأزمة المثيرة للجدل حول قرار منع مشجعي نادي مكابي تل أبيب الإسرائيلي من حضور مباراة فريقهم أمام أستون فيلا في بطولة الدوري الأوروبي بمدينة برمنغهام، بعد أن أعلن عدد من المنظمات الحقوقية والسياسية عن التحرك القانوني لإلغاء الحظر، وسط انتقادات لاذعة للحكومة والشرطة المحلية.
تطورات أزمة حظر مشجعي مكابي تل أبيب
وحسب ما نشرته صحيفة ديلي ميل البريطانية، جاءت تطورات الأزمة خلال تصريحات منظمتين حقوقيتين، من بينهما حملة مكافحة معاداة السامية، إنهما تستعدان لإطلاق مراجعة قضائية ضد أستون فيلا ومجلس مدينة برمنغهام وشرطة ويست ميدلاندز، متهمين الجهات الثلاث بارتكاب تمييز خبيث قائم على خلفيات سياسية ومعادية لإسرائيل.
وأكدت الحملة في بيان رسمي، أنها ستخطر المجلس والشرطة وفق بروتوكول ما قبل الإجراء القضائي، متعهدة بفعل كل ما يلزم لإلغاء الحظر الذي أذل وأغضب البلد بأكمله.
وجاء القرار المثير للجدل بعد أن رفضت مجموعة استشارات السلامة في المدينة إصدار شهادة سلامة المباراة في حال حضور الجماهير الإسرائيلية، وهو ما دعمته شرطة ويست ميدلاندز باعتبار اللقاء مرتفع الخطورة بسبب الاشتباكات وجرائم الكراهية” التي وقعت في مباريات سابقة لنادي مكابي.
موجة من الرفض السياسي في بريطانيا
لكن القرار أثار موجة من الرفض السياسي، إذ وصفه رئيس الوزراء كير ستارمر بأنه القرار الخاطئ، متعهدًا بأن حكومته ستفعل كل ما في وسعها لإلغائه، مؤكدًا أن دور الشرطة هو حماية جميع المشجعين دون تمييز، كما انتقدت داونينغ ستريت الحظر ووصفته بأنه يتنافى مع قيم الرياضة كقوة موحدة.
في المقابل، تعرضت وزيرة الداخلية شبانة محمود لانتقادات حادة بعد الكشف عن أنها أُبلغت مسبقًا بالقرار ولم تتدخل، بينما وصفت كيمي بادينوتش الحظر بأنه عار وطني، مطالبة الوزيرة بتفسير موقفها.
ومن جانبها، حذرت منظمة المحامين البريطانيين من أجل إسرائيل UKLFI من أن تطبيق الحظر يمثل خرقًا لقانون المساواة لعام 2010، لأنه يشكل تمييزًا مباشرًا ضد المواطنين الإسرائيليين، وأشارت إلى استعدادها لتصعيد القضية إلى لجنة المساواة وحقوق الإنسان إذا لزم الأمر.
رد الحكومة البريطانية
وأكدت مصادر حكومية أن مجموعة استشارات السلامة ستعيد النظر في القرار خلال الأسبوع المقبل، فيما كُلفت الشرطة بتقديم خطة أمنية جديدة تضمن حضور المشجعين الإسرائيليين بأمان، وقال متحدث باسم الحكومة البريطانية: لا ينبغي منع أي شخص من حضور مباراة كرة قدم بسبب هويته، تعمل الحكومة مع الشرطة وشركائها لضمان إقامة المباراة بأمان لجميع المشجعين.
وتصاعدت أيضًا المواقف الخارجية، حيث اتهمت شارين هاسكل، نائبة وزير الخارجية الإسرائيلي، الشرطة البريطانية بـ ازدواجية المعايير، مشيرة إلى سماحها بتظاهرات ضخمة في لندن، مقابل منع جمهور إسرائيلي محدود من حضور مباراة.
وفي ختام المشهد، دعا عدد من النواب، من بينهم روبرت جينريك وداني كروجر، إلى إقالة قائد الشرطة إذا رفض التراجع عن الحظر، مؤكدين أن القرار يمثل استسلامًا للتطرف داخل مؤسسات الأمن البريطانية.
وبينما تتواصل الضغوط السياسية والقانونية، يترقب الشارع البريطاني والأوروبي القرار النهائي بشأن السماح أو منع الجماهير الإسرائيلية من حضور المباراة المنتظرة بين أستون فيلا ومكابي تل أبيب، في واحدة من أكثر الأزمات الرياضية والسياسية إثارة للجدل هذا العام.
