مُسنة صعيدية بـ100 راجل.. "أم محمد" ابنة قنا 50 عامًا في صناعة الأقفاص من جريد النخيل: زوجت أبنائي من المهنة ونفسي أحج
عندما تطأ قدمك أمام المنازل المقامة على ضفة نهر النيل في مدينة نقادة بمحافظة قنا، ترى عينيك مشاهد مبهجة من التحف الفنية المصنوعة من جريد النخيل مرصوصة على أشكال فنية مبهرة، ومن بين تلك المنازل هناك منزل مكون من طابقين أمامه سيدة مُسنة بجوارها مطرقة ومنشار وفأس وبين يديها عيدان الجريد تصنع بهم الأقفاص من بداية طلوع الشمس حتى غروبها لمساعدة أسرتها بعد وفاة زوجها.
مُسنة صعيدية ب100 راجل
أم محمد، صاحبة الـ65 عامًا، أرملة، ابنة مدينة نقادة، لم تستسلم لموت زوجها ووقفت صامدة أمام حاجة أبنائها، بل كافحت وصنعت لنفسها مهنة اشتهرت من خلالها ومنتجاتها غطت معظم المحافظات.
أم محمد، قالت لـ القاهرة 24: إن مهنة الجريد تعلمتها منذ أيام طفولتها على يد والدها كانت دائمًا تجلس بجواره حتى تعلمتها وأصبحت تساعده وتصنع الأقفاص وقت خروجه من المنزل، وبعد زواجها انقطعت فترة للتفرغ لتربية أبنائها ومراعاة أسرتها لكن اضطرت للعودة لمهنة والدها بعد وفاة زوجها حتى توفر لأبنائها جميع مستلزماتهم.
"أم محمد" ابنة قنا 50 عامًا في صناعة الأقفاص من جريد النخيل
وأضافت أن زوجها أيضًا كان يعمل في جريد النخيل وكل أهالي منطقتها مهنتهم الأساسية سيدات ورجال هي صناعة الأقفاص والأثاث من جريد النخيل، لذلك أبنائها عملوا بذات المهنة وجميعهم تزوجوا وأصبح كل منهم يعول أسرة من صناعة أقفاص الخضروات والفواكه.
وأوضحت، أنها لن تنقطع عن العمل في جريد النخيل رغم زواج أبنائها لأنها عشقت مهنة والدها وزوجها ومستمرة بها منذ 50 عامًا، يوميًا تستيقظ تجهز معداتها من فأس ومطرقة ومنشار صغير وتجلس أمام منزلها حولها جريد النخيل من كل الجوانب لتصنيع أقفاص الخضروات والفواكه الصغيرة حتى غروب الشمس، موضحة أن أبناءها يصنعوا كل شيء من جريد النخيل لكنها لكبر سنها لا تصنع سوى الأقفاص الصغيرة فقط.
وأشارت إلى أنها تجمع كل منتجاتها وتقوم برصها في أشكال فنية على جانب النيل والتاجر يأتي لها شهريًا يأخذ كل منتجاتها بسعر بخس لكنها ترضى لحبها في المهنة وحاليًا لم يتطلب منها المشاركة في دفع مصروفات المنزل أبنائها يتولوا مسئولية الأسرة لكنها تحب أحفادها وتشتري لهم ملابس وحلويات دائمًا، مشيرة أنها راضية بعيشتها ولا تتمنى شيء سوى أداء فريضة الحج.







