سؤالين يا أساتذة.. طه دسوقي فنان انتقد الصحافة الفنية وظهر في اللقاءات المدفوعة للحديث عن روتين شعره!
الفرص مقاسات.. وأحيانا الصعود السريع لسُلم النجومية يُربك أشباه النجوم، خاصة مع ازدياد الأضواء المسلطة عليهم، ولكن مع كثرة التفاف الجمهور والأضواء حول النجوم حديثي العهد، يبدأ الفنان الشاب في التعالي، رغم أن تاريخه لا يسمح بذلك، فأنت وليد عمل ومشهد وحيد، وصاحب الفضل الوحيد في انتشارك ومعرفة الجمهور بك هم الصحفيون.
تابعت عن كثب ما قاله الفنان الشاب -حديث العهد- طه دسوقي في فقرته بمهرجان الجونة، هذا الشاب الذي بدأ مشواره من بيئة «ستاند آب كوميدي» -حيث المادة الأولى للحياة اليومية وتفاصيلها الخاصة- سخر دسوقي من الصحافة معللًا بأن صاحبة الجلالة أصبحت «تتعدى على خصوصية الفنانين»، متسائلًا: «من إمتى بقى الفنان نفسه هو المحتوى؟».
لم يفرق دسوقي بين الصحفيين وبين الدخلاء على المهنة الذين يلاحقون المشاهير في المناسبات، ولكن في حقيقة الأمر دسوقي لم يخطئ، نعم فكيف يفرق طه دسوقي بين الصحفي الحقيقي والدخيل على المهنة؟ كيف يعرف هذا الفنان الفرق وهو لا يتعامل مع صحفيين إلا عن طريق شركة خاصة تنسق حواراته، وتضع أسئلة بعينها يعلمها الفنان قبل التصوير؟
كيف يفرق طه دسوقي بين الصحفي الحقيقي وغيره وهو لا يتعامل معهم عن قرب أو يسمح لهم بإجراء حوار بعيدًا عن مديرة أعماله، أو البلاتفورم المدفوعة الأجر؟
ولأن طه دسوقي نجم يفضل الاحتفاظ بحياته الخاصة بعيدًا عن الإعلام، وهذا الأمر بالطبع من حقه، فلماذا ظهر طه مع إحدى المنصات المدفوعة وهو يحدثنا عن روتين شعره، أو عن الرز الذي كان يشتريه لوالدته، أو عن مسؤوليات الزواج؟ أليس كل ذلك خصوصية تصدعنا بها؟!
في أحد اللقاءات حينما كان يُكرم دسوقي بصفته فنانا شابا من أكاديمية الفنون، انتظرنا الفنان حتى يلقي كلمة عن التكريم، لكن تفاجأنا بدخوله إلى المسرح من الباب الخلفي، ورفضه التصوير في البداية، وحينما اعترض الصحفيون خرج دسوقي وسجل دقيقة ونصف فقط ولم يسمح بأسئلة أخرى عن التكريم أو عن فيلمه «سيكو سيكو»، وقبل اللقاء قال المنظم: «سؤالين بس يا أساتذة ولقاء مجمع»، وكأننا كنا ننتظر السقا أو كريم عبد العزيز أو عز!
فـ إلى هذا الفنان حديث العهد، لا تحكم على الصحافة وأنت لا تعلم عنها شيئًا، فلولا الصحافة ما عرف الجمهور اسمك، وظللت في بيتك تجرب روتينًا جديدًا لشعرك.


