مقرأة القرآن الكريم بطنطا تحتفل بتخريج الدفعة الثالثة من المُجازين بالقراءات العشر
احتفلت مقرأة كلية القرآن الكريم بطنطا اليوم السبت الموافق 18 من أكتوبر 2025م بتخريج الدفعة الثالثة من المجازين بالقراءات العشر، في احتفالية مهيبة؛ حيث شهدت حضورًا كريمًا من كبار قيادات جامعة الأزهر، وأعضاء هيئة التدريس، وطلاب الكلية، وأهالي المجازين، وجمع غفير من حفظة كتاب الله تعالى.
مقرأة القرآن الكريم بطنطا تحتفل بتخريج الدفعة الثالثة من المجازين بالقراءات العشر
جاءت الاحتفالية برعاية الدكتور سلامة داود، رئيس جامعة الأزهر، وبحضور الدكتور محمود صديق، نائب رئيس الجامعة للدراسات العليا والبحوث، والدكتور رمضان عبد الله الصاوي، نائب رئيس الجامعة للوجه البحري، والدكتور إبراهيم صلاح الهدهد، رئيس جامعة الأزهر الأسبق، والدكتور سامي عبد الفتاح هلال، عميد كلية القرآن الكريم الأسبق، والدكتور عبد الفتاح خضر، عميد الكلية السابق، والدكتور محمد سليمان، وكيل الكلية، وعدد كبير من أعضاء هيئة التدريس والعلماء المتخصصين في القراءات وعلوم القرآن الكريم.

وأقيمت الاحتفالية بإشراف الأستاذ الدكتور مصطفى الحلوس، رئيس قسم القراءات بكلية القرآن الكريم، الذي استهل كلمته بتوجيه أسمى معاني الشكر والعرفان إلى السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي، رئيس الجمهورية، وفضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، وفضيلة الدكتور سلامة داود، رئيس جامعة الأزهر، والسادة نواب رئيس الجامعة؛ تقديرًا لما قدموا من دعم ورعاية لهذه المقرأة، ولما يولونه من عناية ورعاية لحفظة كتاب الله تعالى.
وأعرب عن فخره وامتنانه بما حظيت به المقرأة من رعاية كريمة من فضيلة الإمام الأكبر، ومتابعة مستمرة من الأزهر الشريف، وجامعته العريقة، مؤكدًا أن هذه الرعاية المباركة كانت سببًا في استكمال هذه المقرأة دورها في تأهيل المجازين في القراءات العشر، موضحًا أن هذه المقرأة المباركة تمثل منارة قرآنية خالدة تُسهم في تخريج جيلٍ متقنٍ لحفظ كتاب الله تعالى، وقراءاته على الوجه الصحيح، يجسد رسالة الأزهر الشريف في تعليم القرآن الكريم ونشر علومه بين أبناء الأمة الإسلامية.
كما أثنى الدكتور مصطفى الحلوس على الدور المتميز الذي يقوم به أعضاء هيئة التدريس من مقرئي المقرأة في خدمة طلاب الكلية.
كما أكد الدكتور الحلوس على أن تميز طلاب المقرأة نشأ من الاعتماد على اختيار معلمين متميزين من أبناء المقرأة الذين ختموا القراءات في المشروعات السابقة.
ومن الجدير بالذكر أنه قد ختم في مشروع المائة مجاز بالقراءات العشر في نسخته الأولى: ثمانية وتسعون طالبا، وختم في نسخته الثانية: تسعة وتسعون طالبا، وختم في هذا المشروع: مائة طالب.
ومن جميل ما قيل: إن المقرأة يأتيها الطلاب الوافدون من جميع أنحاء العالم، حيث تعدى عدد الوافدين مائة طالب، وبلغ عدد الطلاب الملتحقين بالمقرأة من المصريين: ثمانمائة طالب، كلهم يتعلمون بالمجان، كما تقدم المقرأة لجميع طلبها كتب القراءات، ومتونها، وشروحها بالمجان؛ حسبة لله تعالى، وحبًّا في أزهرنا الشريف، وإمامه الأكبر، ورجال جمعتنا المباركين.

وختم الدكتور مصطفى الحلوس كلمته قائلًا: جزى الله خيرا سيدي ولي الله المنور، الإمام الأكبر، على اتصاله بالفقير؛ حيث نزل من عليائه متواضعًا؛ ليجبر خاطر الفقير، كعادة الملوك العادلين مع صغار رعاياهم، وما كان ذلك ليحدث إلا ببركة دعم معالي النائب العظيم الأستاذ الدكتور محمود صديق، نائب رئيس جامعة الأزهر للدراسات العليا.
وفي كلمته خلال الحفل، أكد فضيلة الدكتور سلامة داود، رئيس جامعة الأزهر، سعادته البالغة بهذا اللقاء القرآني المبارك، مستشهدًا بقوله تعالى: ﴿فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ إِنَّكَ عَلَى الْحَقِّ الْمُبِينِ﴾، موضحًا أنه استمع لهذه الآية الكريمة من أحد طلاب المقرأة فشعر أن هذا المكان مبارك بما يحمله من إخلاصٍ، وصفاءٍ في خدمة كتاب الله تعالى.
وأعرب عن عظيم تقديره لفضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف؛ لما يوليه من اهتمامٍ بالغٍ ودعمٍ متواصلٍ للمقارئ القرآنية، مؤكّدًا أن الأزهر الشريف وجامعته العريقة ماضيان في دعم مسيرة تعليم القرآن الكريم وتخريج المقرئين المتقنين في أنحاء الجمهورية والعالم الإسلامي.
وكشف عن عزم جامعة الأزهر تنظيم مسابقة كبرى للقراءات القرآنية تتضمن جوائز قيّمة؛ لتشجيع الحفظة والمجازين، مشيدًا بعناية الأزهر الشريف بالقراءات القرآنية في جميع مراحله التعليمية، الجامعية، وما قبل الدراسة الجامعية، ومعلنًا عن جهود جادة لإنشاء كلية جديدة للقرآن الكريم بالقاهرة في المستقبل القريب؛ استمرارًا لمسيرة الأزهر الشريف المباركة في خدمة كتاب الله -تعالى- ونشر علومه في ربوع الأرض.

وأوضح فضيلته كذلك أن الأزهر الشريف يعكف على الإعداد لتنظيم مسابقة كبرى للأصوات الحسنة في تلاوة القرآن الكريم؛ لاختيار أفضل المقرئين؛ ليتولوا الإمامة في صلوات التراويح بالأزهر الشريف خلال شهر رمضان المبارك، مؤكدًا أن الأزهر الشريف سيبقى منارة خالدة لحفظ القرآن الكريم وعلومه، ومؤسسة عالمية متفردة تخدم أكثر من ستين ألف طالب وافد من أكثر من مائة وأربعين دولة حول العالم.
وشهدت الاحتفالية تقديم فقرات قرآنية متميزة أظهر خلالها الطلاب المجازون تمكنهم من تلاوة كتاب الله بالقراءات العشر، وحفظهم للمتون العلمية المرتبطة بها حفظًا متقنًا، في مشهدٍ عبقٍ بعبير القرآن يفيض بالخشوع والجمال. وفي ختام الحفل تم تكريم المجازين والمجازات وسط أجواء من الفرح والفخر، في مشهدٍ روحاني مؤثر يجسد امتداد رسالة الأزهر الشريف في صون كتاب الله تعالى ونشر علومه وتعليم قراءاته للأجيال المتعاقبة.
وأجمع الحاضرون على أن مقرأة كلية القرآن الكريم بطنطا تمثل صرحًا علميًّا فريدًا ومنارة قرآنية مضيئة، تجسّد رسالة الأزهر الشريف في خدمة كتاب الله وأهله، وتؤكد أن الأزهر الشريف باقٍ في طليعة المؤسسات التي تحفظ للأمة ميراثها الروحي والعلمي، وتنشر النور والهداية في أرجاء المعمورة.



