أحبها الخديوي إسماعيل وأهداها غرفة ذهبية.. من هي الإمبراطورة أوجيني صاحبة التاج المسروق من متحف اللوفر؟
في الوقت الذي تصدرت فيه أنباء سرقة تاج الإمبراطورة أوجيني الثمين من متحف اللوفر بباريس عناوين الصحف العالمية، تعود الأضواء مجددًا إلى صاحبة هذا التاج الأسطوري الإمبراطورة أوجيني دي مونتيجو المرأة التي جمعت بين الذكاء والجمال والسياسة والرومانسية، وربطتها بمصر واحدة من أشهر قصص التاريخ العاطفية.
بعد سرقة تاج أوجيني.. من هي الإمبراطورة الفرنسية؟
وحسب ما نشرته صحف محلية، وُلدت الإمبراطورة أوجيني دي مونتيجو كوتيسه في 5 مايو 1826 بمدينة غرناطة الإسبانية لأسرة أرستقراطية ثرية، درست في فرنسا وأتقنت ثلاث لغات الفرنسية والإسبانية والإنجليزية ما جعلها من الشخصيات اللامعة في المجتمع الباريسي آنذاك.
التقاها نابليون الثالث في إحدى المناسبات الرسمية، ووقع في غرامها من النظرة الأولى، رغم معارضة عائلته التي رأت أنها ليست من أصول ملكية. لكنه تحدى الجميع وتزوجها، لتصبح إمبراطورة فرنسا وقرينة أحد أقوى حكام أوروبا في القرن التاسع عشر، حيث ساهمت في تعزيز العلاقات بين فرنسا وإنجلترا، وفي فترة حكم نابليون الثالث، لعبت دورًا ملحوظًا في الحياة الثقافية والسياسية، وكانت إحدى أكثر السيدات تأثيرًا في أوروبا.

قصة حب خالدة بين أوجيني والخديوي إسماعيل
من بين القصص التي نسجت حول الإمبراطورة أوجيني، تظل قصتها مع الخديوي إسماعيل، حاكم مصر، من أكثرها إثارة ودهشة.
تعود بدايتها إلى فترة دراسة الخديوي في فرنسا، حيث التقى أوجيني هناك للمرة الأولى، فوقع في حبها من النظرة الأولى وتشير الروايات إلى أن أوجيني بادلته المشاعر، لكن القدر فرق بينهما بعد زواجها من نابليون الثالث وعودته إلى مصر لتولي الحكم.
سنوات مرت، لكن الخديوي لم ينسَ حبّه القديم، وحين اقترب موعد افتتاح قناة السويس عام 1869، وجد الفرصة لإحياء الذكرى القديمة، فوجه دعوة رسمية إلى الإمبراطورة أوجيني لحضور الحفل التاريخي.
وافقت الإمبراطورة على الدعوة، فبدأ إسماعيل في تجهيز استقبال أسطوري يليق بمكانتها، حيث أمر ببناء قصر الجزيرة في الزمالك ليكون مقر إقامتها، بتكلفة بلغت 750 ألف جنيه ذهبي، صُمم على طراز قصر التويلري الذي كانت تقيم فيه بباريس، كما أمر بزراعة أشجار الكرز تحت شرفتها لأنها كانت تعشق رائحة زهورها، وأنشأ حديقة ضخمة تضم نحو مليون نبات من أنحاء العالم.
زيارة أسطورية إلى مصر
وصلت الإمبراطورة أوجيني إلى الإسكندرية في 16 نوفمبر 1869 وسط احتفالات مهيبة، ثم انتقلت إلى القاهرة حيث أقيمت لها الولائم والحفلات الكبرى.
ولإرضائها، أمر الخديوي بشق شارع الهرم لتسهيل زيارتها إلى الأهرامات، وجلس إلى جوارها في الحفل الرسمي لافتتاح قناة السويس، ليُظهر للعالم اهتمامه الخاص بها، وفي ختام زيارتها، أهدى الخديوي إسماعيل للإمبراطورة غرفة نوم من الذهب الخالص تتصدرها ياقوتة حمراء كبيرة نُقش حولها بالفرنسية.. عيني على الأقل ستظل متيمة بكِ إلى الأبد.


نهاية الإمبراطورة الفرنسية أوجيني
لم تدم سعادة أوجيني طويلًا، إذ انهارت الإمبراطورية الفرنسية بعد هزيمة نابليون الثالث في الحرب الفرنسية البروسية عام 1870، فهربت مع ابنها إلى إنجلترا، بينما لحق بها زوجها لاحقًا، حيث قضت أوجيني ما تبقى من حياتها في المنفى، وكانت تزور مصر من حين لآخر وهي ترتدي وشاحًا أسود، وتزور أرامل الخديوي إسماعيل في بورسعيد.
وفي أواخر حياتها، عادت إلى إسبانيا لتقضي أعوامها الأخيرة بهدوء، حتى رحلت في 11 يوليو 1920 عن عمر ناهز 94 عامًا، تاركة خلفها إرثًا من الجمال والتاريخ والسياسة والرومانسية.

تاجها المسروق يعيدها إلى الواجهة بعد قرن من رحيلها
واليوم، وبعد مرور أكثر من قرن على وفاتها، أعادت سرقة تاج الإمبراطورة أوجيني من متحف اللوفر بباريس اسمها إلى الواجهة من جديد.
فالتاج الذي صُنع خصيصًا لها عام 1855 بمناسبة المعرض العالمي في باريس، ومرصع بالألماس والزمرد على هيئة نسور وسعف نخيل، لم يكن مجرد قطعة فنية، بل رمز لعصر من العظمة والحب والأسطورة.




