تحذير طبي: أدوية شائعة قد تؤثر على صحة الأمعاء لسنوات طويلة
حذر خبراء الصحة من أن بعض الأدوية التي نتناولها يوميًا، مثل المضادات الحيوية ومضادات الاكتئاب وأدوية البرد، قد تُحدث تأثيرات طويلة المدى على ميكروبيوم الأمعاء، أي النظام البيئي للبكتيريا النافعة داخل الجهاز الهضمين مما قد يؤثر على الصحة العامة لسنوات بعد التوقف عن تناولها.
نتائج دراسة واسعة في إستونيا
توصلت دراسة حديثة نُشرت في مجلة ASM إلى أن تركيب بكتيريا الأمعاء يمكن أن يتغير بشكل ملحوظ بعد استخدام أنواع معينة من الأدوية، حتى بعد مرور سنوات من تناولها.
وشملت الدراسة أكثر من 2500 شخص، حيث جرى تحليل عينات برازية وسجلاتهم الطبية على مدى خمس سنوات، وأظهرت النتائج أن نحو 90% من الأدوية التي خضعت للفحص كان لها تأثير مباشر على الميكروبيوم.
أدوية تسبب تغيرات مستمرة في الأمعاء
من أبرز الأدوية التي رُبطت بتغييرات واضحة في البكتيريا المعوية:
المضادات الحيوية
مضادات الاكتئاب والأدوية النفسية
مثبطات مضخة البروتون (PPIs) المستخدمة لعلاج الحموضة
حاصرات بيتا
أدوية البنزوديازيبين المهدئة
وأشارت الدراسة إلى أن الاستخدام المتكرر أو الطويل لهذه الأدوية يزيد من حدة الاضطرابات في توازن البكتيريا المفيدة، مما يجعل تأثيرها تراكميًا ومستمرًا بمرور الوقت.
وقال الدكتور مارك سيجل، المحلل الطبي في فوكس نيوز، إن نتائج الدراسة تؤكد أن تأثير الأدوية لا يقتصر فقط على معالجة المرض، بل يمتد إلى تغيير البيئة الداخلية للجسم، موضحًا أن البكتيريا المعوية حساسة للغاية ويمكن أن تتأثر بسهولة بالمواد الكيميائية الموجودة في الأدوية.
وأضاف أن هذه التغيرات قد تنعكس على صحة الجهاز الهضمي والعقل أيضًا، نظرًا للعلاقة الوثيقة بين الأمعاء والدماغ عبر العصب المبهم.
وأوضح الباحثون أن الدراسة ركزت على الأدوية الموصوفة طبيًا دون التطرق للأدوية التي تُصرف دون وصفة، كما لم يتم تحليل تأثير النظام الغذائي ونمط الحياة بشكل مفصل، كما أشاروا إلى أن الاعتماد على عينات البراز وحدها قد لا يكشف جميع التغيرات التي تحدث في أجزاء مختلفة من الأمعاء.
