علماء يكشفون عن تطور طبي قد يغير قواعد علاج سرطان الأمعاء
أظهرت دراسة جديدة أن آلاف المرضى في المراحل المتقدمة من سرطان الأمعاء قد لا يحتاجون إلى العلاج الكيميائي التقليدي، حيث أشار علماء إلى احتمال حدوث تحول جذري في طريقة العلاج.
نتائج واعدة لاختبار علاجي جديد
ووفقًا للباحثين، فإن اختبار دم متطور يمكنه تحديد من هم المرضى الذين يمكنهم الاستغناء عن العلاج الكيميائي أو الحصول على جرعات مخففة منه دون تعريض حياتهم للخطر، وذلك حسب ما نشرته صحيفة ديلي ميل البريطانية.
وأكد الباحثون أن الاختبار المعروف باسم ctDNA، يعتمد على الكشف عن أجزاء دقيقة من الحمض النووي للورم المنتشرة في الدم بعد الجراحة، وفي دراسة أجريت على نحو 1000 مريض في المرحلة الثالثة من سرطان الأمعاء، تبيّن أن المرضى الذين جاءت نتائجهم سلبية في هذا الاختبار وتم تقليل جرعات علاجهم الكيميائي، لم يواجهوا معدلات انتكاس أعلى مقارنة بمن تلقوا العلاج الكامل، كما سجلت المجموعة الأولى نسبًا أقل من الآثار الجانبية الحادة ودخول المستشفى.
خفض العلاج دون زيادة المخاطر
وأوضح الباحثون أن النهج الجديد قد يكون آمنًا بشكل خاص للمرضى الذين يعانون من أورام منخفضة الخطورة، إذ ثبت أن تقليل العلاج الكيميائي في هذه الحالات لا يقلل من فرص الشفاء، ومع ذلك شددوا على أن اختبار ctDNA وحده لا يكفي لاتخاذ قرار الاستغناء الكامل عن العلاج الكيميائي، وأن هناك حاجة إلى تقييم شامل لكل حالة على حدة.
كما وصفوا الخبراء النتائج بأنها قد تُحدث تغييرًا ملموسًا في الممارسة السريرية خلال السنوات المقبلة، لكنهم أكدوا ضرورة إجراء المزيد من التجارب السريرية للتحقق من دقة النتائج، موضحًا أن التجربة أظهرت أن نصف المرضى تقريبًا يُعالجون بشكل مفرط رغم إمكانية شفائهم بالجراحة وحدها.
وتأتي هذه النتائج في وقت يشهد فيه العالم ارتفاعًا حادًا في معدلات الإصابة بسرطان الأمعاء بين من تقل أعمارهم عن 50 عامًا، بنسبة وصلت إلى 50% خلال العقود الثلاثة الماضية، ويعد المرض من أكثر أنواع السرطان شيوعًا، إذ يُسجَّل نحو 44 ألف إصابة سنويًا في المملكة المتحدة و142 ألفًا في الولايات المتحدة.
أهمية الوعي والكشف المبكر
وتشمل أعراض سرطان الأمعاء تغيّرات في حركة الأمعاء، ووجود دم في البراز، وآلام بالبطن أو الشعور بانتفاخ مستمر، إضافة إلى فقدان الوزن غير المبرر والإرهاق العام.
وينصح الأطباء أي شخص يعاني من هذه الأعراض بمراجعة الطبيب فورًا، مشيرين إلى أن أكثر من نصف حالات الإصابة يمكن الوقاية منها عبر نمط حياة صحي وكشف دوري مبكر.
