ناسا تحذر: الثقب الأسود في قلب درب التبانة يستعد للاستيقاظ.. والعلماء يكشفون الموعد والنتائج المحتملة
أعلنت وكالة الفضاء الأميركية ناسا NASA عن نتائج بحث علمي جديد يكشف أن الثقب الأسود الهائل في مركز مجرة درب التبانة، المعروف باسم القوس، قد يدخل في مرحلة من النشاط المكثف في المستقبل البعيد، وهو ما قد يغيّر شكل مجرتنا كما نعرفها اليوم.
ما هو الثقب الأسود القوس؟
يقع الثقب الأسود “القوس” في قلب مجرة درب التبانة، على بعد يزيد عن 25 ألف سنة ضوئية من الأرض، وتُقدّر كتلته بأكثر من أربعة ملايين ضعف كتلة الشمس.
ورغم حجمه الهائل، فهو حاليًا خامل نسبيًا، ولا يُصدر إشعاعات قوية كما تفعل الثقوب السوداء النشطة في المجرات الأخرى.
لكن وفقًا لعلماء ناسا وجامعة دورهام، هذا الهدوء لن يدوم إلى الأبد، ويشير الباحثون إلى أن الثقب الأسود "القوس أ" سيستيقظ خلال نحو ملياري سنة، عندما تصطدم مجرتنا درب التبانة بمجرة قزمة تُعرف باسم سحابة ماجلان الكبرى (LMC)، التي تبعد حاليًا حوالي 200 ألف سنة ضوئية.
وسيؤدي هذا الاصطدام إلى اضطراب هائل في توازن المجرة، ما سيجعل الثقب الأسود يبدأ في ابتلاع كميات ضخمة من الغاز والغبار والنجوم القريبة، وينتج عن ذلك انفجارات إشعاعية وموجات طاقة هائلة تمتد عبر الفضاء.
ما الذي سيحدث بعد الاستيقاظ؟
بحسب البروفيسور كارلوس فرينك من جامعة دورهام، استيقاظ الثقب الأسود لن يشكل خطرًا مباشرًا على الأرض، لأن الإشعاع الناتج لن يكون قويًا بما يكفي للوصول إلينا، لكنه سيمنح العلماء فرصة استثنائية لدراسة المراحل المبكرة من تطور المجرات.
وأكدت ناسا أن مثل هذه الظواهر ليست نادرة، إذ يُعتقد أن الثقوب السوداء الهائلة تمر بدورات من الخمول والنشاط على مدى ملايين السنين.
واللافت أن تلسكوب IXPE التابع لناسا رصد مؤخرًا دلائل على أن "القوس أ" قد شهد انفجارًا صغيرًا قبل نحو 200 عام فقط، وهو ما يعزز فكرة أن هذا الثقب الأسود "يتنفس" من حين إلى آخر.
ما وظيفة الثقوب السوداء في الكون؟
الثقوب السوداء ليست مجرد مَكانس كونية كما يُعتقد، بل تلعب دورًا محوريًا في تشكيل المجرات وتنظيم عملية تكوّن النجوم.
وجاذبيتها الشديدة تُحدث تشوّهات في الزمكان، وتُطلق أحيانًا نفثات من الجسيمات عالية الطاقة، ما يجعلها مختبرًا طبيعيًا لفهم حدود الفيزياء الحديثة.


