سماء الوطن العربي تترقب ظهور المذنب الأخضر ليمون في أقرب نقطة من الأرض
يشهد مساء اليوم الثلاثاء 21 أكتوبر 2025 حدثا فلكيا استثنائيا يترقبه عشاق الظواهر السماوية في السعودية والوطن العربي، حيث يمر المذنب الأخضر C/2025 A6 (ليمون) في أقرب نقطة له من كوكب الأرض، ليزين الأفق الغربي بعد غروب الشمس في مشهد نادر لن يتكرر خلال هذا القرن.
سماء الوطن العربي تترقب ظهور المذنب الأخضر ليمون في أقرب نقطة من الأرض
ويُعد ليمون أكثر المذنبات سطوعًا خلال العام الجاري، إذ يمكن رصده بالعين المجردة من معظم مناطق الوطن العربي، خصوصًا في الأماكن البعيدة عن أضواء المدن. ويُتوقع أن يظهر بعد نحو ساعة من غروب الشمس مائلًا إلى الأفق الشمالي الغربي، بالقرب من النجم السماك الرامح، مع توهج أخضر خافت يميّزه عن النجوم المحيطة.
وبحسب البيانات الفلكية، يبلغ المذنب هذه الأيام أقرب نقطة له من الأرض على مسافة تقدر بنحو 89.8 مليون كيلومتر، فيما يُقدّر سطوعه بين القدر الثالث والرابع (3.1 – 4)، وهي درجة تسمح برؤيته في السماء الصافية. ويُعزى لونه الأخضر إلى تفاعل جزيئات الكربون الثنائي والغازات المتطايرة مع أشعة الشمس، ما يمنحه مظهرًا متألّقًا وذيلًا يمتد لمسافات يمكن رصدها باستخدام المناظير الصغيرة.
وتُعد هذه الليلة من أفضل فترات الرصد عالميًا بفضل صفاء الأجواء ووضوح الأفق، خصوصًا في الربع الخالي والعلا وتبوك وحرة عويرض، إضافة إلى المرتفعات الجنوبية مثل الطائف والباحة وأبها. أما في المدن الكبرى كـ الرياض وجدة والدمام، فيمكن مشاهدة المذنب بوضوح باستخدام منظار متوسط الحجم.
وتتشابه ظروف الرؤية في بقية الدول العربية، إذ يمكن مشاهدته من مصر والأردن وفلسطين ولبنان لفترة قصيرة بعد الغروب، بينما تكون الفرصة أطول قليلًا في المغرب والجزائر وتونس، في حين تتميز الإمارات وسلطنة عمان بأجواء مثالية للرصد.
ويُعد عبور المذنب ليمون تذكيرًا بجمال الكون وأسراره، وفرصة نادرة لمتابعة مشهد سماوي يربط بين الحاضر وذاكرة الفضاء العميق، قبل أن يخفت بريقه تدريجيًا خلال الأيام المقبلة مع ابتعاده عن الأرض.




