البابا تواضروس من المعادي: الذات تسرق الكاهن والتواضع يحفظ خدمته
استقبل قداسة البابا تواضروس الثاني، صباح اليوم الثلاثاء، مجمعي كهنة إيبارشيتي حلوان والمعادي، بالإضافة إلى كهنة قطاع كنائس مصر القديمة، في لقاء رعوي انعقد بمقر مطرانية المعادي بكنيسة الشهيد مار جرجس بكوتسيكا.
وكان في استقبال قداسته أصحاب النيافة: الأنبا دانيال مطران المعادي، والأنبا يوليوس الأسقف العام لمصر القديمة وأسقفية الخدمات، والأنبا ميخائيل أسقف حلوان.
ورحب نيافة الأنبا دانيال بقداسة البابا، مثنيًا على نشاطه الرعوي المكثف خلال الفترة الأخيرة، خاصة زيارته الأخيرة لإيبارشية أسيوط.
الكاهن بين الذات والاتضاع
وألقى قداسة البابا كلمة روحية تحت عنوان "الكاهن بين الذات والاتضاع"، استند خلالها إلى النص الوارد في سفر أخبار الأيام الثاني (16: 7 – 9)، حيث تحدث عن اعتماد الإنسان على ذاته بدلًا من الاتكال على الله، مؤكدًا أن الله يبحث عن القلوب الكاملة نحوه.
وحذر قداسته من أن الذات تسرق الكاهن، وأن حرب الذات تزداد بعد نوال الكهنوت، لأن الكاهن يصير له سلطان. واستشهد بنماذج كتابية، مثل أيوب ويونان، اللذين كانت مشكلتهما مرتبطة بالذات، في مقابل يوحنا المعمدان الذي قال: "ينبغي أن ذلك يزيد وأني أنا أنقص" (يو 3: 30)، وكذلك معلمنا بولس الرسول الذي خاطب أهل كورنثوس قائلًا: "أنتم مكرَّمون، وأما نحن فبلا كرامة!" (١كو 4: 10).
وأشار قداسته إلى أن التواضع هو ما يجعل الإنسان يعرف وضعه الحقيقي، ضاربًا المثل بالسيدة العذراء، ومشيرًا إلى أن الشجرة تعلّمنا درسًا في التواضع؛ إذ تبدأ كبذرة صغيرة وتنمو في صمت حتى تثمر. وقال: كلما مررت بشجرة، تذكّر هذا الدرس.
وأضاف: المتواضع يثق أنه ابن لله، وأن يد الله هي التي تحركه، ويعيش بحق الآية: لتكن مشيئتك (لو 11: 2).
تدريبات رعوية للتغلب على الذات
قدم قداسة البابا خلال اللقاء ثلاثة تدريبات عملية للكهنة تساعدهم على التحرر من الذات:
في علاقتك بزملائك الكهنة وشعب الكنيسة: راجع علاقتك بالكاهن شريكك في الخدمة، هل تحفظ سلام الكنيسة؟ هل تجمل خدمة الآخر؟ كذلك في علاقتك بالشعب، لا تطلب طاعة عمياء، وكن متواضعًا في تعاملك، اعتذر عند الخطأ دون تبرير، واهتم بزيارة البسطاء، وكن ملتزمًا في التعليم بما تسلّمه من الكنيسة، دون اجتهادات شخصية.
في بيتك: كن حاضرًا ومتعاونًا مع زوجتك وأولادك، واهتم بممارسة سر الاعتراف لك ولأسرتك.
في علاقتك بالأب الأسقف: احرص على وجود تفاهم وخضوع حقيقي، فهذا جزء من روح الاتضاع والعمل الكنسي المشترك.
شهد اللقاء حضور 155 كاهنًا من الكنيستين، إلى جانب عدد من الشمامسة والمكرسات من إيبارشية المعادي وتوابعها.



