مسؤولون صحيون: القضاء على شلل الأطفال ما زال ممكنًا رغم خفض التمويل بنسبة 30%
أكد مسؤولون دوليون في مجال الصحة أن القضاء على شلل الأطفال لا يزال هدفًا قابلًا للتحقيق، رغم التخفيضات الكبيرة في التمويل المخصص للجهود العالمية لمكافحة المرض، وذلك وفقًا لما ذكرته وكالة أنباء رويترز.
مسؤولون صحيون: القضاء على شلل الأطفال ما زال ممكنًا
وقالت المبادرة العالمية لاستئصال شلل الأطفال، وهي شراكة تضم منظمة الصحة العالمية ومؤسسة بيل وميليندا جيتس، إن ميزانيتها ستتقلص بنسبة 30% بحلول عام 2026، مع وجود عجز تمويلي يقدَّر بنحو 1.7 مليار دولار حتى عام 2029، نتيجة تراجع المساعدات الخارجية، خصوصًا من الولايات المتحدة وعدد من الدول المانحة الكبرى.
وفي مواجهة هذا العجز، أوضح شركاء المبادرة أنهم يعتزمون التركيز على المراقبة والتطعيم في المناطق الأكثر عرضة لانتقال العدوى، إلى جانب تعزيز التعاون مع برامج صحية عالمية أخرى مثل حملات مكافحة الحصبة، كما سيتم اعتماد استراتيجيات جديدة لتقليل التكاليف، من بينها استخدام الجرعات الكسرية من اللقاح أي ما يعادل خمس الجرعة المعتادة والتي أثبتت الدراسات فعاليتها في حماية الأطفال من العدوى.
وأشار المسؤولون إلى أن المبادرة ستعمل على تقليص أنشطتها في المناطق منخفضة الخطورة ما لم تظهر فيها حالات تفشٍ جديدة، مع التركيز على تحسين الكفاءة التشغيلية.
برنامج القضاء على شلل الأطفال
وقال جمال أحمد، مدير برنامج القضاء على شلل الأطفال في منظمة الصحة العالمية، خلال مؤتمر صحفي: التخفيضات الكبيرة في التمويل تعني أن بعض الأنشطة لن تُنفذ ببساطة، لكننا ما زلنا نؤمن بأن القضاء على شلل الأطفال ممكن وقابل للتحقيق، بشرط التزام الجميع وضمان عدم تخلف أي طفل عن التطعيم.
ويُعد شلل الأطفال أحد أكبر التحديات الصحية العالمية منذ عقود، وتم إحراز تقدّم كبير بفضل حملات التطعيم الواسعة، ومع ذلك ما زال المرض متوطنًا في أفغانستان وباكستان، حيث من المتوقع تسجيل نحو 36 حالة إصابة بالفيروس البري في عام 2025.
وبحسب بيانات المبادرة، تم تسجيل 149 حالة إصابة بالنوع المشتق من الفيروس هذا العام في دول من بينها نيجيريا، بانخفاض عن أعداد العام الماضي، ويحدث هذا النوع من العدوى عندما تُستخدم لقاحات تحتوي على فيروس مُضعَّف، يمكن أن يتحور وينتشر بين الأطفال غير المُطعَّمين.
ورغم الشكوك التي يبديها بعض خبراء الأمراض المعدية بشأن إمكانية القضاء الكامل على الفيروس، يؤكد مسؤولو المبادرة أن وقف الجهود الآن سيكون خطأً فادحًا في ظل استمرار التحديات العالمية مثل النزاعات، وصعوبة الوصول إلى بعض المناطق، وتراجع الإقبال على التطعيم.


