الجمعة 05 ديسمبر 2025
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس التحرير
محمود المملوك
أخبار
حوادث
رياضة
فن
سياسة
اقتصاد
محافظات
محافظات

أخطر رجال القسام.. الأسير الفلسطيني المُحرر محمود عيسى يكشف تفاصيل 33 عامًا بسجون إسرائيل

أبو البراء «محمود
تقارير وتحقيقات
أبو البراء «محمود عيسى»
الأربعاء 22/أكتوبر/2025 - 01:48 ص

أبو البراء «محمود عيسى» هو اسم من العيار الثقيل لدى إسرائيل، حيث أنه كان قائدا لعمليات أرّقت قواتهم وجعلته على قائمة المطلوبين، صنفوه بـ أخطر رجال كتائب القسام باعتباره  مؤسس الجناح العسكري والوحدة 101 التي استهدفت أسر جنود إسرائيليين بهدف المساومة على تبادل الأسرى الفلسطينيين.. صاحب أطول أحكام في تاريخ السجون الإسرائيلية حيث حُكم عليه بـ3 مؤيدت و46 عامًا إضافية، وسمي بـ عميد الأسرى، وظلت إسرائيل تستثنيه من جميع صفقات التبادل، حتى تم الإفراج عنه مؤخرا بعد قضاء 33 عامًا.

 

من هو أبو البراء محمود عيسى؛ المصنف كـ أخطر رجال كتائب القسام


بملامح يملؤها الشيب ويطغي عليها الحزن، التقينا بالأسير الفلسطيني المُحرر محمود عيسي بعد خروجه من صفقة تبادل الأسرى، فتح صندوق أسراره وذكريات عملياته الجهادية.

أسر جنديا إسرائيليا لتحرير الشيخ أحمد ياسين


في البداية تحدث أبو البراء عن ظروف اعتقاله قائلا: في 1992 أسست أول فرقة عسكرية بكتائب القسام سميت بـ الوحدة الخاصة101، والتي تولت أسر جنود إسرائيليين مقابل إطلاق سراح الأسرى الفلسطينيين

وفي عام 1993، نفذنا واحدة من أشهر عمليات المقاومة، وهي أسر الضابط الإسرائيلي نسيم تواليدانو، بهدف الضغط لتحرير الشيخ الشهيد أحمد ياسين، إلا أنه بعد المهلة المحددة قمنا بقتل الضابط الإسرائيلي، فطاردتنا قوات الاحتلال حتى تم القبض علي.

 

حدثنا عن ظروف اعتقالك وخاصة خلال فترة العزل الانفرادي؟

منذ دخولي السجن تم تصنيفي من أخطر العناصر، وشاهدت جميع أنواع التعذيب على يديهم، لكن الإيمان بموقفنا كان أقوى من أي محاولات لكسرنا.

 

أما العزل الانفرادى فهو أقسى ما رأيناه خلال فترة الأسر، كنا نشعر بالموت البطئ، لا صوت ولا ضوء، وقضيت فترة العزل في الفترة من عام 1999 حتى عام 2012، حيث اتهموني بتكوين خلية تنظيم داخل السجن.


هل كان يتم السماح لك بالزيارات، وكيف واجهت خبر وفاة والدتك داخل السجن؟

مررت بلحظات انكسار، والإيمان بالله وبقضية تحرير وطني كان المُسكن الوحيد، تم منع الزيارة عنى لـ10 أعوام كاملة، وأشد المواقف اللانسانية  هو حرمان الاحتلال لي من دفن والدي بعد وفاتهم وأنا داخل الأسر، وكلما ضاقت نفسي كانت الصلاة وقراءة القرآن هما المسكن لي، فضلا عن الكتابة، فقد خرجت لي عدة كتابات أبرزها «حكاية صابر» التي أعتبرها ضمنيا سيرتى الذاتية.


حدثنا عن تجربة الهروب من سجن عسقلان وما واجهته داخل السجن بعد اكتشاف الأمر؟

الهروب من القمع فكرة تراود كل حر أو مظلوم منذ لحظة دخوله السجن، بأي طريقة مهما كانت، وبالفعل كان لي عدة محاولات أبرزها  في عام 1997 فى سجن عسقلان، حيث قمنا بحفر نفق بطول 10 أمتار، وحفرنا بأيدينا بأدوات بدائية، ولكن تم اكتشاف الأمر وهو في مراحله الأخيرة حيث اكتشف السجانين إنسداد مجرى الصرف بعد قيام أحد الأسرى بسكب كمية كبيرة من التراب فيه،  وبعد اكتشاف الأمر تمت إحالتنا للمحاكمة العسكرية وتم  عزلي وحبسي انفراديا.


البعض لقبك بـ خليفة السنوار، فكيف ترى هذا التشبيه؟

 

الحقيقة أن خلفاء السنوار كُثر، ولم يخلفه شخصًا واحدًا، الأجيال متتالية على الدرب لأن العقيدة لا تموت، وبالتأكيد لست أنا من يستحق هذا الشرف، بعد استشهاد السنوار وُلد غيره الكثير ممن يحملون الاسم أو العقيدة، وهم من سيحملون راية المستقبل وسيلقنون العدو  دروسًا.


في الفترة بعد 7 أكتوبر 2023، كيف تم التعامل معكم؟

الحقد والغل كان سمة هذه المرحلة، لا يوجد شئ لا إنساني يتخيله العقل إلا وفعلوه، وبرغم ما تم معنا من قسوة فإننا نخجل الحديث عنها، لأن الحديث عن أي تضحيات لا يقارن بما قدمه شعب غزة، السجانون شنوا الحرب علينا وتم حرماننا من كافة الحقوق واستمروا في تعذيبنا، وكانوا يوثقون جرائمهم من سحل وتقييد الأيدي والأرجل  والضرب المبرح حتى تسيل دماؤنا.

 

هل كانت تصل إليكم مستجدات الأحداث الخارجية بعد طوفان الأقصى؟

كنا في معزل عن الأحداث، وكان يصل إلينا ما يتعمد العدو إيصاله، وبعد خروجنا ومعرفة كافة التفاصيل اكتشفنا أننا كنا مغيبين عن الأمور.

 

كل وصلكم خبر استشهاد السنوار؟


بعد مقتله استدعى السجانون بعض الأسرى وأخبروهم بالأمر بمنتهى التفاخر، وعرضوا عليهم صور اغتياله.

 

هل حقق طوفان الأقصى المأمول منه؟.. أم أن ما تبعه كان غير متوقعا؟


رد فعل العدو بعد طوفان الأقصى كان مبالغ فيه ومتوحشا، ولكن ما لم يكن متوقعا هو أن العالم ترك غزة تصارع الموت وحدها، تركوا الأطفال والنساء تعاني الجوع والموت والقتل والتعذيب، غزة ساندها القليل وخذلها أكثر.

 

بعد الدمار الذي حل بغزة، ظهرت بعض الدعوات الداخلية لمطالبة حماس بالخروج من المشهد لإنقاذ الشعب.. كيف ترى هذه المطالبات؟

 

الحقيقة أن ما يعمله الجميع ويعمله العدو أولا، هو أن خروج حماس من المشهد أشبه بالمستحيل، المقاومة فكرة، والأفكار تتجدد لكن لا تموت، ولو سألت غالبية شعب غزة ستجد أن حب المقاومة موجود، البعض يجهر بهذا والبعض يخفيه.


ماذا عن الصفقة الأخيرة والإصرار على تسليمك ضمن الأسرى رغم رفض إسرائيل ذلك في عدة صفقات ماضية؟


الحقيقة أنني حتى اللحظة الأخيرة كنت لا أتوقع خروجي، وفي الأيام الأخيرة ومع تزايد الأعمال الوحشية معنا داخل السجن شعرت أنني سأفارق الحياة قبل الخروج، وشعور الخوف كان متملكني حتى لحظة خروجي من السجن، ولم أكن أعلم أن الأمور ستتم على خير حتى وطأ قدمي الأراضي المصرية وأدركت بأن الأمر قد قضي ونلت الحرية.

 

كيف ترى في الصفقة الأخيرة؟

لا يوجد شعب يكافح من أجل حريته وأرضه وعرضه يكثرت بما قدمه من تضحيات، ولا يسعني الحديث عن ما تم في الفترة الأخيرة لأني كنت بمعزل عن الأحداث، والحديث عن غير علم يكون في غير موضعه، ولكن الشكر لصمود شعب غزة، ولمن ساند وساعد في إتمام الصفقة الأخيرة.


ما شعورك الآن بعد الحرية، وبعد رؤية أهلك على الأرض المصرية؟


شعوري فرحة ممزوجة بالوجع والفقد والحسرة على ما حل بأرض غزة، وخوفي على زملائي الأسرى وما سوف يعانون منه، وحزني على ما عاشه وفقده شعب عزة  الذي استطاع بصموده أن يضرب كيان العدو ويدمر مخططاته.

تابع مواقعنا