الأحد 07 ديسمبر 2025
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس التحرير
محمود المملوك
أخبار
حوادث
رياضة
فن
سياسة
اقتصاد
محافظات
محافظات

البابا تواضروس: مصر بتاريخها العريق ما زالت تقدم للعالم شهادة حية عن الإيمان والمحبة الجامعة

اعمال المؤتمر
أخبار
اعمال المؤتمر
الجمعة 24/أكتوبر/2025 - 02:08 م

انطلقت صباح اليوم أعمال المؤتمر الدولي السادس لمجلس الكنائس العالمي بمشاركة نحو 500 شخصية يمثلون 100 دولة، وذلك في مركز لوجوس للمؤتمرات بالمقر البابوي في دير القديس الأنبا بيشوي بوادي النطرون، في ضيافة الكنيسة القبطية الأرثوذكسية.

وشهدت الجلسة الافتتاحية حضور عدد من القيادات الدينية والكنسية من مختلف دول العالم، إلى جانب الدكتورة چاكلين عازر، محافظ البحيرة، حيث أُلقيت كلمات من قيادات المجلس ورؤساء وممثلي الكنائس الأعضاء.

وفي كلمته الافتتاحية، رحّب قداسة البابا تواضروس الثاني، بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، بالمشاركين قائلًا: "أرحّب بكم جميعًا في مصر، وفي مركز لوجوس للمؤتمرات، في هذا المكان المقدّس بدير القديس العظيم الأنبا بيشوي، في برّية شيهيت المقدّسة بوادي النطرون، التي كانت إشعاعًا وإلهامًا للحياة الرهبانية منذ القرن الرابع الميلادي."

 

البابا تواضروس: مصر بتاريخها العريق ما زالت تقدم للعالم شهادة حية عن الإيمان والمحبة الجامعة

وأشار قداسته إلى أن هرطقة آريوس كانت من أخطر التحديات التي واجهت وحدة الإيمان المسيحي، مؤكدًا خطورة التفسير والتعليم المنفرد دون العودة إلى الجذور المتمثلة في الأناجيل المقدسة وتعاليم الآباء القديسين.

وأكد البابا أن مجمع نيقية المسكوني الأول شكّل محطة محورية في تاريخ الفكر المسيحي، حيث وضع الأسس اللاهوتية للعقيدة وأكد وحدة الجوهر الإلهي بين الآب والابن والروح القدس، مشيرًا إلى أن المجمع رسّخ مبدأ أن القضايا الإيمانية تُحسم عبر المجامع الجامعة لا الآراء الفردية.

وأوضح أن مجمع نيقية يمثل نموذجًا رائدًا للحوار الكنسي المسكوني، إذ جمع أساقفة من أنحاء العالم، وأسّس لفكر الوحدة في الإيمان، مؤكدًا أن المؤتمر الحالي يُعد فرصة للتأمل في أمانة الكنيسة في حفظ الإيمان النيقاوي ورسالتها في عالم متنوع فكريًا وثقافيًا.

وفي معرض حديثه عن الوحدة بين الكنائس المسيحية، شدّد البابا تواضروس على أن الوحدة الحقيقية "هي وحدة في الإيمان وشركة في الأسرار الإلهية"، مستشهدًا بقول الرسول بولس: "رَبٌّ وَاحِدٌ، إِيمَانٌ وَاحِدٌ، مَعْمُودِيَّةٌ وَاحِدَة" (أف ٤: ٥)، كما أشار إلى أن طريق الوحدة ليس سهلًا، مؤكدًا أن الوصول إليها لا يكون إلا من خلال الحوارات اللاهوتية المستمرة.

ودعا قداسته المشاركين إلى التعرف على الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، باعتبارها "كنيسة عريقة تحمل إيمانها القويم وتراثها الآبائي العميق، إيمانًا رُوي بدماء الشهداء وحُفظ بأمانة عبر العصور".

وفي ختام كلمته، قال البابا: أدعوكم أن تتعرفوا على بلادنا مصر، أرض الكرازة المرقسية، التي احتضنت الإيمان المسيحي وشهدت ميلاد الرهبنة وازدهار اللاهوت والروحانية. إن اجتماعنا اليوم يؤكد أن مصر ما زالت جسرًا حيًّا بين الكنائس، ومكانًا يحمل رسالة الرجاء والوحدة أمام العالم المسيحي أجمع.

ويُعد المؤتمر السادس لمجلس الكنائس العالمي مناسبة دولية كبرى للحوار المشترك بين الكنائس، ويعكس مكانة مصر الرائدة كمنارة دينية وروحية في الشرق الأوسط وإفريقيا، وموطنًا للتاريخ الكنسي العريق.

تابع مواقعنا