مائدة طعام بجانب تراث اليونان.. أزمة دبلوماسية بين أثينا والمتحف البريطاني بعد حفل فاخر بجوار «رخام البارثينون»
اشتعلت أزمة كبرى بين الحكومة اليونانية والمتحف البريطاني بسبب عقد المتحف حفلًا فاخرًا ووضع مائدة طعام الحفل الفاخر بجانب التراث اليوناني، مما أثار غضب الحكومة اليونانية التي اعتبرت التصرف لامبالاة مستفزة بالتراث اليوناني العريق.
أشعل المتحف البريطاني غضب المسؤولين في اليونان بعدما أقام حفلًا خيريًا فاخرًا قرب رخام البارثينون، ما دفع أثينا إلى اتهامه بـ"الاستخفاف المستفز" و"تغطية الثقافة اليونانية بظلال باربي".
وجاءت الانتقادات عقب تنظيم المتحف أول حفل له تحت عنوان "الكرة الوردية"، حضره عدد من المشاهير من بينهم ميك جاغر وناعومي كامبل وميوتشا برادا، ودفع كل منهم نحو ألفي جنيه إسترليني لحضور الأمسية.
المتحف البريطاني vs الحكومة اليونانية
وقالت وزيرة الثقافة اليونانية، لينا مندوني، إن المتحف تصرّف بـ"لا مبالاة مستفزة" تجاه كنوز تجسد أوج الفن الكلاسيكي الغربي، مؤكدة أن الصور التي أظهرت موائد عامرة بالطعام بالقرب من القطع الأثرية تثير تساؤلات أخلاقية حول احترام التراث.
وأضافت، أن "سلامة هذه الآثار وأخلاقيات التعامل معها يجب أن تكون أولوية للمتحف البريطاني، لكنه مرة أخرى يظهر استخفافًا مستفزًا".
وجمع الحفل أكثر من 2.5 مليون جنيه إسترليني لصالح المتحف، وشمل استقبالًا في القاعة الكبرى وعشاءً داخل صالة "دوفين" المطلة على النقوش الإغريقية التي تعود إلى القرن الخامس قبل الميلاد، إلى جانب مزاد خيري صامت.
لكن في أثينا، رأى كثيرون أن الحدث لم يحقق سوى تعميق التوتر بين المتحف والحكومة اليونانية في وقت حساس تسعى فيه الدولتان للتوصل إلى حل بشأن إعادة الرخام إلى موطنه الأصلي.
وانضم رئيس البرلمان اليوناني، نيكيتاس كاكلامانيس، إلى موجة الغضب، متهمًا المتحف بـ"تغطية الثقافة اليونانية في ظل باربي" وباستخدام المنحوتات الإغريقية "كعامل جذب سياحي"، منتقدا "الهدف البارد" للمؤسسة في "جمع الأموال على حساب التراث الإنساني".


