قد يوقف تطور المرض.. باحثون من جامعة لندن يختبرون علاجًا جديدًا للتصلب المتعدد
شهدت المملكة المتحدة إنجازًا طبيًا غير مسبوق بعد أن أصبح أحد مرضى التصلب المتعدد (MS) أول شخص في البلاد يتلقى علاجًا تجريبيًا بالخلايا التائية المعدلة وراثيًا (CAR T)، في خطوة تهدف إلى إبطاء أو وقف تقدم المرض المناعي المزمن.
باحثون من جامعة لندن يختبرون علاجًا قد يوقف تطور المرض نهائيًا
وحسب ما نشرته News Medical، تلقت إيميلي هندرز البالغة من العمر 37 عامًا من مقاطعة هيرتفوردشاير، العلاج الوريدي في مستشفى جامعة كلية لندن (UCLH) خلال أكتوبر 2025، ضمن تجربة سريرية جديدة يقودها باحثون من جامعة لندن.
وقالت هندرز، التي تعمل أستاذة للأحياء: آمل أن تساهم مشاركتي في التجربة في منعي من الانتكاسات المستقبلية، وأن تساعدني على السيطرة على المرض، أعلم أن العلاج لا يزال تجريبيًا، لكنه يقوم على أساس علمي منطقي ومبشر.
مرض مزمن بلا علاج نهائي حتى الآن
يُعد التصلب المتعدد أحد أمراض المناعة الذاتية التي تُصيب الجهاز العصبي المركزي، إذ يُهاجم الجهاز المناعي غشاء الميالين الذي يغلف الأعصاب، ما يؤدي إلى مشكلات في الرؤية والحركة والتفكير والذاكرة، ورغم وجود عدة علاجات تُخفف من الأعراض أو تُبطئ تطور المرض، إلا أنه لا يوجد علاج يمنع الانتكاسات أو يوقف المرض تمامًا.
علاج CAR T.. من السرطان إلى أمراض المناعة
وأوضح الباحثون أن العلاج الجديد المسمى obe-cel obecabtagene autoleucel، والمطوَّر في معهد السرطان بجامعة لندن، كان قد أثبت نجاحًا كبيرًا في علاج سرطان الدم الليمفاوي الحاد، قبل أن يُوجَّه الآن لعلاج أمراض المناعة الذاتية مثل الذئبة والتصلب المتعدد.
ويعتمد العلاج على إعادة برمجة الخلايا التائية في جهاز المناعة بحيث تستهدف الخلايا البائية المسؤولة عن تحفيز الهجوم المناعي الذاتي في مرضى التصلب المتعدد، ما يُمكن أن يؤدي إلى إعادة ضبط الجهاز المناعي ووقف تقدم المرض لفترات طويلة.
وأكد الباحثون أن العلاج بالخلايا التائية CAR T من الجيل الثاني، الذي تم تطويره بقيادة الدكتور مارتن بولي في معهد السرطان بجامعة لندن، يتميز بأنه أكثر أمانًا واستدامة من النسخ السابقة، إذ يُقلل من السمية ويستمر مفعوله لفترة أطول.
وقد حصل العلاج على موافقة إدارة الغذاء والدواء الأمريكية (FDA) وهيئة تنظيم الأدوية البريطانية (MHRA) لعلاج سرطان الدم، بينما لا يزال قيد التجارب لعلاج أمراض المناعة الذاتية.
وتحظى التجربة بدعم من مركز أبحاث الطب الحيوي التابع للمعهد الوطني للصحة والرعاية (NIHR)، الذي لعب دورًا حاسمًا في تطوير تقنيات CAR T في مستشفيات جامعة لندن.
