تحت غطاء المزارع والبؤر الاستيطانية.. عقيد بجيش الاحتلال يكشف مخطط إسرائيل لضم الضفة دون إعلان
تحت عنوان إسرائيل تمحو الحلم الفلسطيني من تحت الطاولة، تناولت صحيفة معاريف الإسرائيلية تقريرًا موسعًا حول ما تصفه بعملية الضم الفعلي المتسارعة في الضفة الغربية، من خلال السيطرة على الأراضي الفلسطينية تحت غطاء إنشاء مزارع زراعية وبؤر استيطانية غير قانونية.
ضم الضفة الغربية
وأوضح عقيد احتياطي في جيش الاحتلال الإسرائيلي ومدير الوحدة السياسية الأمنية في مؤسسة بيرل كتسنلسون، أن تصريح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الأخير وضع خطًا أحمر أمام بعض الجهات في الحكومة الإسرائيلية التي تسعى إلى فرض السيادة على الضفة الغربية.
وأضاف أن لهذا التصريح أهمية سياسية واضحة، إذ يُسقط فكرة الضم الرسمي التي تشكّل عقبة أمام تحقيق السلام والتطبيع في المنطقة، مشيرًا إلى أن خطة ترامب ذات الـ21 بندًا لإنهاء الحرب تضمنت إمكانية قيام دولة فلسطينية في حال أُعيد إعمار غزة ونُفذت إصلاحات السلطة الفلسطينية.
وفي حديثه للصحيفة أيضًا قال العقيد احتياط بجيش الاحتلال أن التصريحات شيء، والواقع على الأرض شيء آخر، موضحًا أن الضم الفعلي يحدث منذ تشكيل الحكومة الحالية في يناير 2023 بوتيرة متسارعة تهدد مستقبل المنطقة وأمن إسرائيل، تمامًا كما كان سيحدث في حال تنفيذ الضم الرسمي.
وأشار إلى أن الأدوات الأساسية لتحقيق هذا الضم تتمثل في نقل الصلاحيات من الإدارة المدنية أي من الجيش إلى الوزير بتسلئيل سموتريتش في وزارة الدفاع، وهو ما منح جهة سياسية مدنية سيطرة على ملفات حساسة كالتخطيط والبناء وتقنين المستوطنات.
وكشف المخطط الإسرائيلي في ضم الضفة قائلا أن هذا التحول جعل إجراءات التخطيط في الضفة الغربية مشابهة لتلك المعمول بها داخل إسرائيل، مما يعزز السيطرة الإسرائيلية ويقوّض أي احتمال للفصل المستقبلي بين الشعبين.
وأوضح أن الضم لا يقتصر على القرارات الإدارية، بل يتجسد أيضًا في تغيّر جغرافي واسع، حيث جرى خلال العامين الماضيين الاستيلاء على مساحات شاسعة من أراضي المنطقة (ج) عبر إقامة مزارع وبؤر صغيرة يقطنها عدد محدود من المستوطنين لكنها تمتد على مئات آلاف الدونمات من المراعي والأراضي الزراعية، ما يؤدي إلى خلق تواصل جغرافي إسرائيلي يقسّم الضفة إلى مناطق معزولة.
وأضاف أن هذه الظاهرة أجبرت عشرات التجمعات الفلسطينية على مغادرة أراضيها نتيجة للعنف والمضايقات ومنع الوصول إلى مصادر المياه والمراعي، مشيرًا إلى أن هذه العمليات تجري أحيانًا بدعم مباشر أو ضمني من قوات الأمن.
كما تحدث عن تصاعد أعمال العنف التي يرتكبها المستوطنون المتطرفون وفتية التلال ضد الفلسطينيين، من اعتداءات جسدية وإحراق ممتلكات وسرقة قطعان وإتلاف محاصيل، في ظل تساهل من سلطات الاحتلال، رسالة بعدم وجود محاسبة ويتيح استمرار طرد الفلسطينيين من أراضيهم.
وختم بأن التحذير الأمريكي من الضم الرسمي جاء متأخرًا جدًا، لأن الضم الفعلي قائم بالفعل، ودعا إلى إلغاء نقل الصلاحيات من الجيش إلى الجهات المدنية، وتفكيك البؤر غير القانونية، وإعادة الفلسطينيين الذين جرى تهجيرهم، ومواجهة ما وصفه بـ الإرهاب اليهودي.
كما أكد أن وقف الضم الفعلي هو الشرط الوحيد لإنقاذ حل الدولتين ومنع انزلاق إسرائيل إلى صراع دائم لا نهاية له، على حد قوله.
