أخصائية نفسية تحذر من كرتون باليرينا كابوتشينا: يُشوّه وعي الصغار ويرسّخ سلوكيات العنف
خلال الساعات الماضية أثار مسلسل كرتوني جديد يُعرف باسم باليرينا كابوتشينا حالة من الجدل الواسع على مواقع التواصل الاجتماعي، بعدما تداول مستخدمون مقاطع منه على منصات مثل تيك توك ويوتيوب شورتس، وسط تحذيرات من أولياء الأمور بشأن ما يحتويه من مشاهد تُروّج للعنف وسلوكيات غير لائقة بين الأطفال.
أخصائية نفسية تحذر من كرتون باليرينا كابوتشينا
رغم أن الكرتون يبدو للوهلة الأولى بريئًا بألوانه الزاهية وموسيقاه المرحة، فإن عدد من المتابعين أكدوا أنه يقدّم رسائل خفية تُرسخ لتقبّل العنف كممارسة طبيعية، مما قد يدفع الأطفال إلى تقليد ما يشاهدونه دون إدراك لخطورة ذلك.
وفي تصريحات خاصة لـ القاهرة 24، أكدت الدكتورة سهام حسن، أخصائي نفسي تربوي وحاصلة على دكتوراه في علم النفس، أن الطفل عندما يتعرض لمشاهد عنيفة في كرتون أو لعبة إلكترونية، فإن عقله الباطن يسجل هذه السلوكيات كتصرف طبيعي، ما يجعله أكثر ميلًا لتكرارها في الواقع.
وأضافت: تكرار مشاهدة العنف يُفقد الطفل حس التعاطف مع الآخرين، فيعتاد مشاهد الضرب أو القتل دون خوف أو شعور بالذنب، وهو ما يشكّل خطرًا على توازنه النفسي والاجتماعي.
وأوضحت أن هناك فارقًا كبيرًا بين محتوى الكرتون قديمًا وحديثًا، قائلة: زمان كان البطل بيحارب الشر علشان الخير ينتصر، لكن دلوقتي الشرير بقى هو البطل المنتصر، وده بيشوّه المعايير الأخلاقية عند الأطفال والمراهقين.
وحذّرت الدكتورة سهام من غياب دور الأهل في مراقبة المحتوى الذي يتعرض له الأبناء، مشيرة إلى أن الكثير من الآباء يظنون أن وجود الطفل أمامهم بالمنزل كافٍ ليكون في أمان، وهذا اعتقاد خاطئ.
وأضافت: الطفل ممكن يكون قدامك فعلًا، لكنه بيتأثر بمحتوى عنيف أو منحرف بيغير طريقة تفكيره وسلوكه، لذلك لازم نعرف بيتفرج على إيه وليه بيحبه، ونتكلم معاه عن اللي شافه.
نصائح مهمة للآباء والأمهات
وفي ختام حديثها، شددت على ضرورة اتباع نهج تربوي يقوم على المتابعة الواعية لا المنع المطلق، موصية بما يلي:
متابعة المحتوى الذي يشاهده الأطفال مع فتح حوار دائم حوله.
عند مشاهدة الطفل لمشهد عنيف، يُفضل سؤاله: إيه رأيك؟ تحب لو حد عمل فيك كده؟ لتشجيعه على التفكير النقدي بدل تقبّل العنف كأمر عادي.
اختيار برامج وأفلام كرتونية تحمل رسائل إيجابية، وتشجيع الأطفال على ممارسة أنشطة رياضية وفنية تقلل من وقت الشاشة.
أن يكون الوالدان قدوة في ضبط النفس والحوار الهادئ، لأن الأطفال يتعلمون من أفعالهم أكثر من كلماتهم.
واختتمت بقولها: الأطفال محتاجين يفرّغوا طاقتهم في أنشطة مفيدة، مش في مشاهد عنف على الشاشات، وبلاش نقول ماعندناش وقت، لأن الساعات اللي بيقضوها على الإنترنت ممكن تضيع مجهود سنين من التربية.


