دعاء بعد صلاة الجمعة.. كيف أغتنم وقت الاستجابة كما يرى الفقهاء؟
يحرص المسلم على الدعاء بعد صلاة الجمعة، كوسيلة لطلب المعونة والرزق من الله تعالى والفرج في كل الاحوال، وقد يعتقد البعض أن دعاء بعد صلاة الجمعة سنة عن النبي صلى الله عليه وسلم ولها صيغ محددة، ولكن لا يوجد دليل أو حديث يثبت هذا الرأي فكيف كان النبي صلى الله عليه وسلم يدعو يوم الجمعة؟. هذا ما نناقشه، حيث نعرض الرأي الشرعي حول دعاء بعد صلاة الجمعة وأوقات الاستجابة في هذا اليوم المبارك.
دعاء بعد صلاة الجمعة
لا يوجد دعاء بعد صلاة الجمعة بصيغة محددة، ولكن يحث الشرع المسلم على تحري ساعة الإجابة التي أخبر عنها النبي صلى الله عليه وسلم، في حديثه الشريف "فيهِ ساعةُ لا يُوافقها عبدٌ مسلمٌ وهو قائمٌ يصلّي يسألُ الله شيئا إلا أعطاهُ إياهُ".
أكدت دار الإفتاء المصرية أنه ينبغي للمسلم أن يكون حريصًا على الدعاء في يوم الجمعة كله فيعظُم بذلك أجره، وتحديد وقت إجابة الدعاء في هذا اليوم مسألة خلافية، حتى إنَّ من رجَّح قولًا معيَّنًا لم يحكم على باقي الأقوال بالتخطئة، والتقيُّد بوقت محدِّد والتشبث به على أنه وقت الإجابة يوم الجمعة وإنكار كون باقي الأوقات فيه وقتًا للإجابة؛ أمر غير سديد.
ومن جهته، أكد صالح بن الفوزان، العالم السعودي، أنه لم يرد عن النبي صلى الله عليه وسلم دعاء معينا يوم الجمعة، وما ورد هو قراءة سورة الكهف يوم الجمعة وليلتها وكذلك مما يشرع يوم الجمعة الإكثار من الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم في يوم الجمعه وليلتها.
وجاء في أحد البرامج التلفزيونية، أن الدعاء المستحب بعد صلاة الجمعة هو “اللهم يا ذا الجلال والإكرام يا أرحم الراحمين.. اللهم صلِّ وسلِّم وبارِك على سيدنا محمدٍ في الأولين.. اللهم صلِّ وسلِّم وبارِك على سيدنا محمدٍ في الآخرة.. اللهم صلِّ وسلِّم وبارِك على حبيبنا محمدٍ في كل وقتٍ وفي كل حين.. اللهم صلِّ وسلِّم وبارِك على سيدنا محمدٍ في الملأ الأعلى إلى يوم الدين.. اللهم علِّمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علَّمتنا وازدنا علما.. اللهم اغفر لنا ذنوبنا واستر عيوبنا وأجب دعاءنا”.
دعاء يوم الجمعة المستجاب
ويختلف العلماء في تحديد توقيت دعاء يوم الجمعة المستجاب، حيث أظهرت فتوى رسمية لدار الافتاء المصرية، ما اتفق عليه الجمهور فيما يخص تحديد ساعة الاستجابة يوم الجمعة، فأكدت أن تحديد وقت إجابة الدعاء في يوم الجمعة مسألة خلافية، حتى إن من رجَّح قولًا معيَّنًا لم يحكم على باقي الأقوال بالتخطئة.
واستدلت بقول الحافظ ابن حجر [وسلك صاحب الهدى مسلكًا آخر فاختار أن ساعة الإجابة منحصرة في أحد الوقتين المذكورين، وأن أحدهما لا يعارض الآخر لاحتمال أن يكون صلى الله عليه وآله وسلم دلَّ على أحدهما في وقت وعلى الآخر في وقت آخر، وهذا كقول ابن عبد البر: الذي ينبغي الاجتهاد في الدعاء في الوقتين المذكورين، وسبق إلى نحو ذلك أحمد، وهو أولى في طريق الجمع.
وقال ابن المنير في الحاشية: إذا علم أن فائدة الإبهام لهذه الساعة ولليلة القدر بعث الداعي على الإكثار من الصلاة والدعاء، ولو بيَّن لاتكل الناس على ذلك وتركوا ما عداها، فالعجب بعد ذلك ممَّن يجتهد في طلب تحديدها.
وعليه، فإن اغتنام يوم الجمعة كله في الدعاء سواء الدعاء قبل الصلاة أو دعاء بعد صلاة الجمعة، أو الدعاء آخر ساعة من يوم الجمعة، ودعاء ليلة الجمعة، كلها أوقات مباركة يستجاب فيها الدعاء.
