مؤثرة على صحة الرجال.. طبيب أسترالي يصدر تحذيرًا عاجلا بشأن المواد الكيميائية الدائمة
حذّر باحثون أستراليون من التأثيرات الجيلية الخطيرة لما يُعرف بـ المواد الكيميائية الدائمة، التي يُعتقد أنها قد تؤثر سلبًا على خصوبة الرجال وصحة الأجنة، بعد نتائج مثيرة لدراسة حديثة أجرتها جامعة نيوكاسل.
وحسب ما نشرته صحيفة ديلي ميل البريطانية، أوضح العلماء أن هذه المواد، المعروفة علميًا باسم مواد البيرفلورو ألكيل والبولي فلورو ألكيل، تشمل أكثر من 15 ألف مركب كيميائي صناعي تُستخدم في منتجات مقاومة للحرارة والبقع والشحوم، وتتميّز بصعوبة تحللها داخل الجسم والبيئة.
دراسة تربط بين PFAS والعقم عند الذكور
أظهرت الدراسة، التي أُجريت على الفئران، أن التعرض لمياه ملوثة بمركبات PFAS بتركيزات مشابهة للموجودة في مناطق ويليامتاون بولاية نيو ساوث ويلز الأسترالية، أدى إلى تراكم هذه المواد داخل أجسام الحيوانات وانخفاض مستويات الهرمونات الذكرية.
وقال الدكتور بريت نيكسون، المشارك في البحث، إن الحيوانات المنوية كانت المؤشر الأكثر حساسية للضرر، لأنها خلايا لا تستطيع إصلاح نفسها، وأضاف: الحيوانات المنوية تنقل نصف المعلومات الجينية إلى الجيل التالي، وأي ضرر بها يمكن أن ينعكس على الأجنة مستقبلا.
ورغم أن شكل وسلوك الحيوانات المنوية لم يتغير، أظهرت الدراسة تبدلات خفية في التعبير الجيني للأجنة المبكرة، ما يشير إلى احتمال انتقال التأثير عبر الأجيال.
مخاوف بيئية وصحية متصاعدة
تأتي هذه النتائج في ظل استمرار تلوث المياه والتربة بمركبات PFAS في عدة مناطق بأستراليا، خاصة بالقرب من قواعد سلاح الجو الملكي الأسترالي التي استخدمت هذه المواد في رغوة مكافحة الحرائق.
وقالت الدكتورة جاسينتا مارتن، المشاركة في قيادة الدراسة، إن هذه النتائج ذات أهمية خاصة للمجتمعات التي تعاني منذ سنوات من تلوث PFAS، مؤكدة ضرورة تعزيز الأبحاث حول تأثيرها على الصحة الإنجابية.
ومن جانبه، شدد الدكتور نيكسون على أن الهدف ليس إثارة الخوف، بل فهم كيفية تأثير المواد الكيميائية الدائمة على الجسم البشري، وقال: إذا تمكنا من فهم طريقة عملها، يمكننا تطوير وسائل لمساعدة الجسم على التخلص منها، من المهم رفع الوعي دون إثارة الهلع.


