الجارديان: أدلة على تورط بريطاني محتمل في جرائم حرب بالسودان

كشفت صحيفة "الجارديان" البريطانية وثائق اطّلع عليها مجلس الأمن الدولي، تشير إلى وجود معدات عسكرية بريطانية الصنع في مناطق ارتُكبت فيها جرائم حرب في السودان، استخدمتها قوات الدعم السريع (RSF)، وهي جماعة متهمة بارتكاب عمليات إبادة جماعية وانتهاكات واسعة بحق المدنيين.

وتُظهر الوثائق أن أنظمة تصويب للأسلحة النارية ومحركات بريطانية الصنع لعربات مدرعة عُثر عليها في مواقع مختلفة داخل السودان، ما أثار مخاوف من تورط غير مباشر لبريطانيا في النزاع الذي تسبب في مقتل ما لا يقل عن 150 ألف شخص وتشريد أكثر من 12 مليون مدني.

وحسب الوثائق، وافقت الحكومة البريطانية في سبتمبر 2024 على ترخيص تصدير مفتوح يسمح بتصدير كميات غير محدودة من المعدات العسكرية من الفئة ML14، التي تشمل أنظمة التدريب على الأسلحة الصغيرة من إنتاج شركة Militec الويلزية.

وتشير التقارير إلى أن هذا القرار جاء رغم تحذيرات مجلس الأمن الدولي، من احتمال استخدام هذه المعدات في أعمال عسكرية داخل السودان.

أدلة على استخدام محركات بريطانية في العتاد العسكري

وتؤكد الصور التي وردت في ملفات أممية أن قوات الدعم السريع استخدمت محركات تحمل علامة "Made in Great Britain by Cummins Inc"، مما يعزز الشكوك بشأن وصول معدات بريطانية إلى ساحة الصراع.

وصنعت هذه المحركات في المملكة المتحدة عام 2016، وتم تداولها تجاريًا قبل وصولها إلى السودان، ما يثير تساؤلات حول فعالية نظام الرقابة البريطاني على الصادرات ذات الاستخدام المزدوج.

وقال الباحث مايك لويس، العضو السابق في لجنة خبراء الأمم المتحدة حول السودان، إن القوانين البريطانية والدولية تُلزم الحكومة بعدم الترخيص بتصدير أي معدات عسكرية إذا وُجد خطر واضح من استخدامها في جرائم حرب أو انتهاكات إنسانية.

وأضاف أن الحكومة البريطانية كان ينبغي أن تتخذ موقفًا أكثر حذرًا، خصوصًا في ظل تصاعد الأدلة على استخدام معداتها في النزاعات.