خبير أثري: استقرار مركب خوفو في المتحف الكبير نقطة تحول بتاريخ حفظ التراث المصري
قال الدكتور علي أبو دشيش، خبير الآثار المصرية إن عملية نقل مركب الملك خوفو الأولى المعروفة باسم مركب الشمس من متحفها القديم بجوار الهرم الأكبر إلى المتحف المصري الكبير تُعد من أهم وأدق عمليات النقل الأثري في تاريخ مصر الحديث، مشيرًا إلى أنها تأتي ضمن الاستعدادات الجارية لافتتاح المتحف السبت المقبل.
وأضاف خبير الآثار المصرية، في تصريحات لـ القاهرة 24، أن عملية النقل جاءت في إطار خطة وزارة السياحة والآثار لعرض القطع الأثرية الفريدة باستخدام أحدث وسائل العرض والحفظ المتحفي، موضحًا أن المركب سيتم عرضها داخل مبنى مخصص مزود بتقنيات متقدمة للتحكم في درجة الحرارة والرطوبة لحماية الأخشاب العضوية النادرة.
مركب خوفو الأولى
وأوضح أبو دشيش، أن مركب خوفو الأولى تُعد من أقدم الآثار العضوية الخشبية في التاريخ الإنساني، حيث يعود تاريخها إلى أكثر من 4600 عام، وتحديدًا إلى عصر الدولة القديمة والأسرة الرابعة في عهد الملك خوفو، مشيرًا إلى أن المصري القديم كان يؤمن بأنها وسيلة انتقال الملك في رحلته الأبدية مع الإله رع عبر السماء، لذلك سُميت بـ مركب الشمس.
وأشار إلى أن المركب اكتُشفت في 26 مايو عام 1954 على يد عالم الآثار المصري كمال الملاخ عند قاعدة الهرم الأكبر بالجيزة من الناحية الجنوبية، داخل حفرة مغلقة بإحكام، حيث وُجدت مفككة إلى أكثر من 1224 قطعة خشبية من خشب الأرز، وتم ترميمها وتجميعها على يد المرمم المصري الراحل أحمد يوسف مصطفى في عملية استغرقت ما يقرب من عشرة سنوات، ليُفتتح لها متحف خاص بجوار الهرم عام 1982.
وأكد خبير الآثار أن عملية نقل المركب إلى المتحف المصري الكبير كانت إنجازًا هندسيًا استثنائيًا، إذ تمت باستخدام عربة ذكية بلجيكية الصنع مزودة بأنظمة تحكم عن بعد، صُممت خصيصًا لتحمل وزن المركب الذي يبلغ نحو 20 طنًا، وتعمل على امتصاص الاهتزازات خلال عملية التحريك لضمان سلامة الأثر.
واختتم أبو دشيش حديثه مؤكدًا أن استقرار مركب خوفو في المتحف المصري الكبير يمثل نقطة تحول في تاريخ حفظ التراث المصري، مؤكدًا أن افتتاح المتحف السبت المقبل سيكون هدية مصر للعالم، وواجهة ثقافية عالمية تُجسد عظمة الحضارة المصرية القديمة في أبهى صورها.
