الجمعة 05 ديسمبر 2025
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس التحرير
محمود المملوك
أخبار
حوادث
رياضة
فن
سياسة
اقتصاد
محافظات
محافظات

الهرم الرابع

الخميس 30/أكتوبر/2025 - 06:16 م

ساعات قليلة تفصلنا عن افتتاح المتحف المصري الكبير، الحلم الذي صار حقيقية، العالم كلة يترقب وينتظر أمام الشاشات ليشاهد  مصر وهي تكتب فصل جديد لريادتها وسمو حضارتها.

بداية لا بد من توجيه الشكر إلى الوزير فاروق حسني صاحب فكرة إنشاء المتحف، واختيار المكان بجوار سفح الأهرامات، والشكر موصول إلى الحكومة اليابانية والشعب الياباني الصديق على مساهماتهم الجادة في بناء المتحف، وكل من ساهم في هذا الإنجاز الكبير بدون استثناء جزيل الشكر والتقدير لكم جميعا.

مصر صاحبة الإرث الحضاري والتاريخي العظيم، ستقدم للإنسانية أعظم وأكبر متحف لحضارة واحدة في العالم، الحضارة المصرية القديمة، حيث يحتوى المتحف على أكثر من 100 ألف قطعة أثرية، غير كنوز الملك الشاب توت عنخ آمون التي تعد أهم مجموعة أثرية بالعالم، حيث يتم عرضها كلها مجتمعة في مكان واحد.

كذلك داخل المتحف أكبر مركز ترميم في الشرق الأوسط، والمجهز بأحدث التقنيات الحديثة لحفظ وترميم القطع الأثرية، ناهيك عن التفاصيل الكثيرة من ناحية البناء والاضاءة والصوت ووسائل العرض المتحفي، ويضم مركزًا للفنون والحرف ومكتبة متخصصة في علم المصريات، وكذلك مطابقته للاشتراطات البيئية، مما جعل منه صرحًا عالميًا، وكما قال الرئيس السيسي إنه هدية مصر إلى العالم وللحضارة الإنسانية. 

لا شك في أن المتحف الكبير سينقل مصر نقلة كبيرة في عالم السياحة، باعتبارة صرحًا حضاريًا وثقافيًا عالميًا، ويسهم في زيادة عدد الزائرين، وزيادة الناتج القومي، ويعزز مصر على خريطة السياحة العالمية، برغم تنوع مقاصدها السياحية، وامتلاكها كل المنتجات السياحية التي يحتاجها الزائرون.

إن بناء المتحف المصري الكبير وافتتاحه يدل على عظمة وأصالة المصريين، وولعهم وشغفهم بحضارتهم التى ابهرت البشرية، ومازالت تبوح بأسرارها التي لم تنتهِ بعد، وصون تراث أجدادهم، ويرسخ ويعظم مكانة مصر كقوة ثقافية وحضارية بالعالم.

اليوم يجب أن نبتهج ونهلل لهذا الإنجاز العظيم، ونتمنى أن يكون حفل الافتتاح يليق بعظمة الإنجاز، وعبقرية المكان، وأصالة ومجد الحضارة المصرية القديمة، وليرى العالم أن أحفاد الفراعنة على قدر المسؤولية في صون وحماية تراثهم، وتقديم ثقافتهم، وإبراز هويتهم، والتعبير عن أصالتهم، فمصر جاءت ثم جاء التاريخ.

ستتجه العيون صوب الشاشات، وسيكتب الجميع أبدع كلمات الغزل في التغني بهيبة المكان، وعظمة الآثار، ومهابة الحدث، وفخامة الضيوف، لتعلو مصر فوق الأمم بتاريخها وأصالتها وعراقتها وحضارتها.

نتمنى من الله أن يكون حفل الافتتاح حدثًا يظل عالقًا في الأذهان مدى الدهر، وأن يتم الاهتمام بالمنطقة المحيطة بالمتحف والأهرامات بشكل أعمق، لتحقيق التنمية المستدامة وأن تنعكس إيجابيات المتحف على أهل مصر جميعا والمنطقة على وجه الخصوص.

وأن تستمر نشوة الانتصار بزيادة عدد الفنادق ومراكز الخدمات وتوفير كل المنتجات التى يبحث عنها الزائرون داخل المنطقة ذاتها لتحقيق الرخاء.

كما يجب العمل على الاستفادة القصوى من الدعاية الإيجابية للمتحف الكبير، وتسويق كل منتجاتنا السياحية لتحتل مصر مكانتها الحقيقية، والانتهاء من تنفيذ الاستراتيجية الوطنية للسياحة ورؤية مصر 2030 فنحن نستحق أن نكون المقصد الأول في السياحة عالميًا.

يجب اعتبار السياحة قاطرة التنمية في مصر وتوطين جميع الصناعات القائمة على صناعة السياحة إن أردنا أن نتحرر من كل القيود والقروض وتحقيق نهضة حقيقية لمصر، وأعتقد أن الإرادة السياسية المصرية التي صنعت إنجازات عظيمة قادرة على تبني الفكرة وتسخير جميع الإمكانيات لكتابة تاريخ جديد وعظيم.

تابع مواقعنا