الجمعة 05 ديسمبر 2025
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس التحرير
محمود المملوك
أخبار
حوادث
رياضة
فن
سياسة
اقتصاد
محافظات
محافظات

انتهاكات إسرائيلية تهدد وقف إطلاق النار في غزة

الخميس 30/أكتوبر/2025 - 07:39 م

بعد قرابة عامين من أطول حرب إبادة جماعية في تاريخنا المعاصر ومنح الفرصة الكاملة لنتنياهو من قبل الولايات المتحدة ليفعل كل ما بوسعه مع تقديم كل أشكال الدعم العسكري والسياسي، يبدو أن البيت الأبيض رأى أن غزة استنزفت الكثير من الرصيد الأمريكي ماديا وسياسيا، فقرر الرئيس دونالد ترامب التدخل لوقف هذا الأمر وإنقاذ إسرائيل من مستنقع علقت به ولم تعد تستطيع التحرك لا للخلف ولا للأمام في ظل صمود أسطوري من المقاومة الفلسطينية ومعها شعب يستحق كل التقدير والاحترام رغم حالة الخذلان العربي والذي كان من أكبر مفاجآت هذه الحرب وكاشفا للحالة العربية المؤسفة.

جاء ذلك الإنقاذ الأمريكي للكيان الصهيوني في صورة اتفاقية سلام مع حركة حماس تمنح إسرائيل كل شيء وتحقّق لها مالم تستطع تحقيقه بالحرب. 

في المقابل، لا تظلم المقاومة فقط بل تطلب القضاء عليها نهائيًا.. والمكسب الوحيد منها هو وقف الإبادة لشعب غزة وإنهاء الحصار الذي تسبب في مجاعة راح ضحيتها المئات، وإعادة الإعمار. 
فكان قرار المقاومة شجاعا وانحاز للناس من أجل رفع المعاناة عنهم بعدما تم استخدامهم من قبل إسرائيل كورقة ضغط بشكل يخالف كل القيم الإنسانية.

ورغم الإعلان عن وقف إطلاق النار رسميا يوم 10 أكتوبر ثم توقيع الاتفاق في مدينة شرم الشيخ يوم 13 أكتوبر 2025، بمشاركة ترامب وأبرز قادة العالم، إلا أن الانتهاكات الإسرائيلية اليومية لم تتوقف، فيتم قصف المنازل، ويسقط الشهداء، ويُصاب المئات. 
وتُقدّر عدد الانتهاكات الإسرائيلية لوقف إطلاق النار في غزة ما يقرب من 130خرقا منذ دخوله حيّز التنفيذ، ما أسفر حسب المصادر عن استشهاد 212 فلسطينيا وإصابة 597 آخرين ذلك فضلًا عن اعتقال أكثر من21 شخصًا وفق آخر إحصائيات.

تضمّنت تلك الخروقات، 52 عملية إطلاق نار استهدفت المدنيين مباشرة، و9 عمليات توغل لآليات إسرائيلية داخل الأحياء السكنية، 58 عملية قصف واستهداف و11 عملية نسف لمباني مدنية.

ولعل السؤال الأكبر: هل فعلا نحن أمام وقف إطلاق نار حقيقي في ظل كل هذه الخروقات؟ وهل يستطيع الاتفاق أن يصمد؟ وهل سنرى تدخلا أمريكيا فعليا لوقف الانتهاكات؟، أم أن ما يحدث ما هو إلا فقرة سرّية من الاتفاق بين إسرائيل وواشنطن تخدم مصالح إسرائيل على حساب الشعب الفلسطيني؟

لعل الأيام القادمة تجيب عن هذا السؤال، ولكن الحقيقة أن استمرار الانتهاكات الإسرائيلية لا يبشر بالخير وغير مطمئن، وعلى الأطراف العربية والإسلامية المشاركة في الاتفاق ممارسة الضغط على أمريكا التي هي المحرك الأساسي لكل المشهد، حتى يتم الانتقال للمرحلة الثانية من تنفيذ الاتفاق قبل انهياره، وهو ما يتمناه نتنياهو بكل تأكيد خاصة أنه حصل على الرهائن التي كانت تمثل ورقة الضغط الوحيدة عليه.

تابع مواقعنا