السبت 06 ديسمبر 2025
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس التحرير
محمود المملوك
أخبار
حوادث
رياضة
فن
سياسة
اقتصاد
محافظات
محافظات

أضخم عملية في التاريخ المصري.. قصة نقل الملك رمسيس الثاني إلى المتحف المصري الكبير

المتحف المصري الكبير
كايرو لايت
المتحف المصري الكبير
الجمعة 31/أكتوبر/2025 - 12:38 م

في مشهد سيظل محفورًا في ذاكرة المصريين والعالم، شهدت مصر واحدة من أضخم وأدق عمليات النقل الأثري في التاريخ، حيث تم نقل تمثال الملك رمسيس الثاني من موطنه الأصلي في ميت رهينة بالبدرشين إلى موقعه الجديد داخل البهو العظيم بالمتحف المصري الكبير، بعد رحلة امتدت لعقود من الدراسات والتجهيزات الهندسية الدقيقة.

وفيما يلي، نستعرض لكم قصة نقل الملك رمسيس الثاني إلى المتحف المصري الكبير.

قصة نقل الملك رمسيس الثاني إلى المتحف المصري الكبير

تقع أطلال مدينة منف القديمة بقرية ميت رهينة على بُعد نحو 25 كيلومترًا من الجيزة، وكانت إحدى أهم العواصم في تاريخ مصر القديمة، واكتُشف في موقعها عام 1820 تمثال ضخم للملك رمسيس الثاني على يد عالم الآثار الإيطالي جيوفاني باتيستا كافليليا، مصنوع من الجرانيت الوردي ويزن نحو 60 طنًا.

<span style=
قصة نقل الملك رمسيس الثاني إلى المتحف المصري الكبير

وبسبب ضخامته واستحالة نقله إلى الخارج، أمر محمد علي باشا ببناء مبنى خاص لحمايته في موقعه، ليصبح التمثال شاهدًا على عظمة ملوك الفراعنة لعقود طويلة.

وفي عام 1954، قرر الرئيس جمال عبد الناصر نقل التمثال إلى القاهرة احتفالًا بذكرى ثورة يوليو، واستقرت رحلته عام 1955 في ميدان باب الحديد، الذي تغير اسمه لاحقًا إلى ميدان رمسيس، ليصبح التمثال أحد أبرز معالم العاصمة لعقود.

لكن مع مرور السنوات، بدأت آثار التلوث البيئي والاهتزازات الناتجة عن السيارات والمترو تهدد سلامته، فبدأت فكرة نقله من جديد للحفاظ عليه.

في 25 أغسطس 2006، أطلقت هيئة الآثار عملية النقل التاريخية الكبرى للتمثال من ميدان رمسيس إلى موقعه المؤقت بجوار المتحف المصري الكبير، في رحلة وُصفت وقتها بأنها الأضخم في العصر الحديث.

وقاد العملية فريق هندسي مصري من شركة المقاولون العرب، باستخدام أحدث الوسائل وقتها من أوناش وقاطرات ومثبتات حديدية لضمان استقرار التمثال.

وقطعت القافلة مسافة 30 كيلومترًا خلال 11 ساعة بسرعة متوسطة لم تتجاوز 5 كيلومترات في الساعة، وسط احتفال شعبي ضخم تابعته القنوات العالمية لحظة بلحظة.

وفي يناير 2018، أُسندت المرحلة الأخيرة من عملية النقل إلى شركة المقاولون العرب مجددًا، لنقل التمثال من موقعه المؤقت إلى البهو الرئيسي بالمتحف المصري الكبير، أمام الواجهة الزجاجية المهيبة التي تستقبل الزوار من مختلف أنحاء العالم.

 تفاصيل نقل الملك رمسيس الثاني إلى المتحف المصري

بلغ ارتفاع التمثال أكثر من 9 أمتار ووزنه نحو 83 طنًا، ما تطلب استخدام أربع روافع هيدروليكية متزامنة تبلغ قدرتها الإجمالية 600 طن، وهو أول نظام من نوعه يُستخدم في مصر.

امتد المسار الداخلي لمسافة 400 متر، جرى خلالها تجهيز الأرضية بدقة هندسية فائقة وتحميلها بـ 128 عجلة على 16 محورًا لتوزيع الوزن بأمان كامل.

كما جرى تغليف التمثال بطبقات واقية من الفوم والمطاط لحمايته من أي اهتزاز أثناء النقل، في عملية اتسمت بدقة علمية مبهرة تعكس خبرة وكفاءة المهندسين المصريين.

تابع مواقعنا