سائق الملك.. أسرة قائد شاحنة نقل تمثال رمسيس الثاني تروي كواليس تحضيره قبل الحدث التاريخي| خاص
في ليلة لم ينم فيها الشعب المصري بل والعالمي أيضًا الذي وضع أنظاره على مصر وتحديدًا القاهرة حيث ميدان رمسيس، في 27 أغسطس عام 2006، كان الحدث التاريخي الأكبر بمصر والأخطر من منظور العالم، وهو نقل تمثال رمسيس الثاني الذي يزن نحو 60 طنًا بدقة شديدة ليستقر في المتحف المصري الكبير مستقبلًا زوراه من جميع أنحاء العالم.

سائق الملك ينقله بأمان
كان هناك أبطال عديدة في تلك العملية الدقيقة، ولكن أبرزهم الحاج أحمد الغرباوي سائق شاحنة نقل تمثال رمسيس الثاني، الذي حمل على عاتقه مهمة كانت الأخطر آنذاك، تحت أنظار محطات الإعلام المصري والعالمي، فتمكن الحاج أحمد من إتمام المهمة على أكمل أوجه.

قبل ساعات قليلة من افتتاح المتحف الكبير، عادت الأنظار إلى نقل تمثال رمسيس الثاني في عام 2006، ويواصل القاهرة 24 مع أسرة بطل الرحلة الحاج أحمد الغرباوي ليكشفوا كواليس تحضيره للحدث التاريخي.
تحضير الحاج أحمد لنقل التمثال
يقول صبري الغرباوي نجل شقيق الحاج أحمد، إنه توفاه الله بعد فترة وجيزة من تلك المهمة التاريخية.
ويضيف في تصريحات خاصة لـ القاهرة 24: فخور جدًا إني عمي هو اللي نقل تمثال رمسيس والبلد كلها فخورة بيه وباللي عمله.
كان الغرباوي سائق لشاحنات النقل لمدة 40 عامًا، فكان دائم لنقل المعدات الثقيلة والتي تتجاوز 1200 طن.
اختاروا عمي لأنه جدير بالمهمة دي، وكمان كان بيتدرب قبلها زي أنه مينفعش يأكل من بره حتى المعاملات مع الناس اللي حواليه بدقة، نجل شقيقه يروي كواليس تحضيره للحدث التاريخي.
واستطرد: كانت شوارع القاهرة ممتلئة في تلك الليلة، لم تنم القاهرة آنذاك كان المصريون في انتظار وصول تمثال رمسيس الثاني.

قاله حمد الله بالسلامة
يتابع: الناس كانت بترمي ورد وحاجات على التمثال وعمي وهما ماشيين، وهو كان واثق من نفسه جدًا، كان ممنوع يطلع كوبري لكنه صمم يطلع وقالهم على مسئوليتي الخاصة لأنه واثق من سواقته.
يروي صبري قائلًا: كانت الناس ماشية على الجانبين وكأنهم بيأمنوا التمثال، عمي كان قلقان من جواه لكن محبش يبين ده خالص، قالنا قلبي كلن بيدق جامد بس كنت واثق إني هوصله، وبعد وصل للمتحف وقف قدام التمثال وقاله حمد لله على السلامة.
وعن السيارة، أكد أن الشاحنة كانت تستخدم للمرة الأولى وعند سيرها كأنها تسير على بساط من شدة البطيء، معقبًا: سألوه مكنتش خايف قالهم أنا أوصله بضهري، من كتر ما كان واثق في نفسه وفي تأمين التمثال.

كبرت وفهمت.. فخورة بجدي
فيما قالت كنزي ناصر حفيدة الحاج أحمد الغرباوي: جدي كان بيحكلنا دايمًا عن عميلة النقل قد أيه كانت مهمة، وكان مانعنا نروحله وقتها لكن اتفرجنا عليها والبلد كلها كانت فخورة بيه واستنوه لما جه واحتفلوا بيه، كنت صغيرة ومش مدركة أوي، دلوقتي كبرت وفخورة جدًا بجدي.
واختتمت حديثها: جدي كان بيقولنا أنه كان ضغط نفسي رهيب بسبب عملية النقل، لكن كان مقرر أنه ميبينش ده إطلاقًا، حتى بعدها كمل شغله عادي.




