من موقع العمل إلى صفحات التاريخ.. مهندسون يروون كواليس تشييد المتحف المصري الكبير| خاص
من بين آلاف الأيدي التي شاركت في تشييد المتحف المصري الكبير، هناك آلاف الوجوه التي لم تظهر أمام الكاميرات، لكنها كانت جزءا أساسيا من حلم تحول إلى حقيقة على أرض الجيزة، عشرات السنوات من العمل، وجهد مضنٍ امتد على مدار اليوم والليلة، ليخرج المتحف الأعظم في العالم الذي يحتضن آثار حضارة عمرها آلاف السنين.
حكايات مهندسين صنعوا مجدا
تواصل القاهرة 24 مع عدد من المهندسين المشاركين في أعمال بناء وتجهيز المتحف المصري الكبير.
يتذكر المهندس محمد فيصل بدايته داخل المشروع، قائلًا إنه التحق بفريق العمل في نهاية عام 2018 ضمن فريق العرض المتحفي بالشركة المنفذة أوراسكوم.

ويشرح أن مشروع العرض المتحفي كان منقسمًا إلى مرحلتين، وأن دوره كان مراجعة التصميمات ومتابعة أعمال الـfit out والـmultimedia داخل القاعات، بالإضافة إلى التنسيق مع الشركات المتخصصة المنفذة لتلك العناصر الدقيقة.
وقال فيصل إن المرحلة الأولى كانت تشمل قاعات توت عنخ آمون، والتي تضم كل مقتنيات الملك الشاب ورحلة حياته حتى البعث بعد الموت، إضافة إلى مجسم لمقبرته بالحجم الحقيقي، كما شارك في قاعة متحف الطفل التي صُممت لتبسط الحضارة المصرية للأطفال بطريقة تفاعلية مبهجة، باستخدام مجسمات وألوان تحاكي الحياة القديمة وتشرح مفاهيم مثل توحيد القطرين والتحنيط.

وأضاف: السلم العظيم من أهم الأجزاء اللي اشتغلنا فيها، وكل قاعة فيها تفاصيل دقيقة جدا. شغلي مكنش مجرد بناء أو تشطيب، كان شغل له روح، لأننا كنا بنشارك في تصميم المشهد اللي الناس هتشوف بيه تاريخ مصر.
واستمر فيصل في المشروع ثلاث سنوات كاملة، ويرى أنه كان من أكثر المشاريع تميزًا في مسيرته المهنية، موضحًا: كان نفسي أكون في الافتتاح وأشرح للناس كل حاجة عملناها، خصوصًا في متحف الطفل، في تفاصيل محدش هيفهمها إلا اللي عاشها من أول لحظة.
أما المهندس محمد رمضان فشارك في المشروع منذ يوليو 2014 وحتى مارس 2015، حيث كان مدير ورشة تصنيع الخرسانة الجاهزة لسقف مبنى المتحف وكل سلالمه.
وقال إن بداية العمل الفعلية للمتحف كانت عام 2012 واستمرت حتى الآن، مضيفًا أن هذا المشروع يختلف عن أي مشروع آخر شارك فيه خلال مسيرته الممتدة لعشرين عامًا.

وأوضح رمضان أن المتحف تميز بأفكار إنشائية ومعمارية غير مسبوقة، وبأنه شهد تبادل خبرات كبير بين المهندسين المصريين والأجانب لتحقيق أعلى مستويات الجودة والإنجاز، مضيفًا: كنا أكتر من 5000 شخص بين مهندسين وعمال وإداريين، والموقع بيشتغل 24 ساعة يوميًا بانضباط وكفاءة عالية، كان في تناغم عجيب بين كل التخصصات رغم العدد الكبير.
المهندس محمد رمضان وزملائه " width="1200" height="767">واختتم قائلًا: إحساسي بالفخر لا يوصف، دي حاجة هفضل أحكيها لأولادي طول عمري، إن كان ليّ شرف أشارك ولو بجزء بسيط في مشروع قومي ضخم زي ده.
أما المهندس هشام عبد الخاوي، فيتحدث عن تجربته قائلًا: كنت مسؤول عن كل أعمال الخرسانة الجاهزة الـprecast، وكمان شاركت في بناء الخزان والحوايط، مدة شغلي في المتحف كانت سنة و8 أشهر، وكانت من أكتر الفترات اللي اتعلمت فيها.
ووصف هشام المشروع بأنه من أجمل وأصعب المشاريع التي عمل بها، سواء من ناحية التصميم أو التنفيذ الفني، مضيفًا: المتحف ده فخر لمصر كلها، ومشروع مش هيتكرر بسهولة، أنا فخور إني كنت جزء منه واتعلمت حاجات هندسية عمري ما كنت هشوفها في مكان تاني.

وروى جورج هيميلتون عن تجربته قائلًا، إنه كان أحد أفراد الفريق التنفيذي في مشروع المتحف المصري الكبير، حيث عمل في مبنى المؤتمرات والترفيه (الكونفرس)، وهو أحد المكونات الحيوية داخل هذا الصرح العالمي.
وأوضح أنه بدأ العمل في المشروع خلال عامي 2014 و2015 ضمن فريق شركة أوراسكوم للإنشاء والصناعة، وكان جزءا من الجهود الضخمة التي بُذلت لتشييد هذا المبنى المميز.
وعبّر عن فخره الكبير بالمشاركة في واحد من أضخم المتاحف في العالم، قائلًا إن رؤية المشروع بعد كل هذه السنوات وقد صار حديث الصحف ووسائل الإعلام العالمية تمثل لحظة لا تُنسى في مسيرته المهنية، وتجعل كل التعب والساعات الطويلة في الموقع تستحق العناء.





