الجمعة 05 ديسمبر 2025
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس التحرير
محمود المملوك
أخبار
حوادث
رياضة
فن
سياسة
اقتصاد
محافظات
محافظات

وعود على ورق وكرسي الوراثة وإنجازات وهمية.. مرشحو المنيا في سباق البرلمان 2025

السبت 01/نوفمبر/2025 - 11:07 ص

مع اقتراب موعد انتخابات مجلس النواب 2025، تتجدد آمال المواطنين في التغيير، وسط أجواءٍ انتخابية تملؤها الوعود والشعارات التي تتكرر كل دورة.

أيام قليلة تفصلنا عن انطلاق ماراثون الانتخابات في ثوبٍ جديد يشهد منافسة قوية بين مرشحي القوائم الحزبية والمستقلين، الذين يقدمون أنفسهم كصوت المواطن وراعٍ لخدمته، ورغم تغيّر الوجوه، لم تتغيّر اللغة؛ نفس الوعود الكبرى، والحديث عن الإنجازات والمشروعات المستهدفة، التي تنتهي بزوال الانتخابات وإعلان النتائج.

انتخابات مجلس النواب بالمنيا 

التنمية والإصلاح.. الشباب هم الحل.. من أجل مستقبل أفضل.. هنبني مصر.. شعارات يرفعها المرشحون في كل دورة وموسم انتخابي، مجرد شعارات وهمية تخفي وراءها إنجازات من ورق ووعودًا لم تُنفَّذ، لكنها تظل الأداة الأبرز التي يستخدمها المرشحون لكسب تعاطف المواطنين وضمان أصواتهم.

وتشهد محافظة المنيا على مستوى المراكز التسعة منافسة قوية على المقاعد المستقلة وعددهم 153 مرشحًا، منهم من ترشّح من أجل وراثة كرسي المجلس عن الأب أو الجد وتاريخ العائلة السياسي، بالإضافة إلى عشّاق الظهور والشهرة وإثبات الذات دون أي تجربة سابقة،

 ولا يُنسى أصحاب المصالح الذين لا يملّون من التجربة رغم خسارتهم لأكثر من دورة في الدورات السابقة، مشاهد من الزمان تعيد نفسها في كل موسم انتخابي ومنافسة قوية واستقالات بالجملة من الأحزاب.

وعلى الرغم من أن محافظة المنيا من أكبر محافظات الصعيد، ومقسَّمة إلى تسعة مراكز وأكثر من 300 قرية وما يزيد على 1400 نجع، لا تزال بعض القرى والنجوع تعاني من مشاكل كثيرة طفت على السطح في شتى المجالات من صحة وتعليم وغيرها. 

وتفتقر إلى حياة كريمة، إذ يعيش أهلها في أوضاعٍ غير آدمية، في ظل نقصٍ واضح في الخدمات، ويحلمون بالعيش باستقرار وحياةٍ آدميةٍ آمنةٍ مطمئنة.

ويستغل بعض المرشحين والنواب السابقين أحلام أهل القرى الكادحين بوعودٍ زائفة، يطلقونها خلال زيارتهم للقرى، وهم يسيرون على طرقٍ مظلمة تكثر بها الحفر والمطبات، خالية من الفواصل التي تحمي السيارات، لتُصبح تلك الطرق شاهدًا على واحدةٍ من صور معاناة الأهالي اليومية. 

وخلال مؤتمراتهم الانتخابية وجولاتهم، تأتي الوعود ببناء المدارس والمستشفيات والمساجد والكنائس، ورصف الطرق وإنارتها، وتزول بمجرد انتهاء المؤتمر، لتبقى القرى على حالها، والمعاناة كما هي.

فهناك قرى لم تَرَ النائب طوال الأربع سنوات، ومرت بأزماتٍ مختلفة، ومع حلول الانتخابات يظهر النائب بأعماله وإنجازاته المزيفة، كإنشاء الصرف الصحي أو تطوير المستشفيات أو رصف الطرق. 

لكنها في الأصل مشاريع تنفذها الدولة والحكومة من خلال مبادرتها حياة كريمة التي انطلقت عام 2019، وسط محاولات من بعض النواب لنسب تلك الإنجازات لأنفسهم دون علمهم بها، مع وعودٍ أخرى باستكمال الإنجاز.

عزيزي المرشح والنائب، رسالتي إليك: أذكّرك بقول الله تعالى في كتابه الكريم: "وَأَوْفُوا بِالْعَهْدِ إِنَّ الْعَهْدَ كَانَ مَسْئُولًا" (الإسراء: 34).

كلماتٌ تذكّرك بأن ذلك الوعد الذي تقوله في جولاتك ومؤتمراتك للناس ليس مجرد التزام أو شعارٍ تُردده أمام الجماهير، بل هو عهدٌ بينك وبين الله، مسؤولٌ عنه يوم القيامة. فلا تُخلف وعدك، وكن مخلصًا صادقًا، مدافعًا عن حقوق من وثقوا بك، فالأمانة تكليف لا تشريف، وقد أوصانا بها رسولنا الكريم محمد ﷺ.
وننتظر أن تكون أفعالك أصدق من أقوالك.

وذكّر فإن الذكرى تنفع المؤمنين.

سيدي المواطن، رجائي منك ورسالتي إليك: يظل صوتك الأمانة الأكبر، ومستقبلك مرسومًا بقلمك، تجاه من يمثلك ويمثل أهل بلدك ومعاناتك، فافقه أولوياته من الحرية والمساواة والعدالة الاجتماعية.

ولا تصوّت لمرشحٍ يرفع ويعظّم شعاراتٍ خاصة أو أحزابًا ينتمي إليها.. قرارك في اختيارك؛ فانظر إلى ضميرك قبل المصالح والمجاملات وأصحاب المال السياسي، ووصّل أمانتك وأدِّ رسالتك. 

تابع مواقعنا